أتمنى أن يكون هجوم الجراد على الأراضي الإسرائيلية هجوما صاعقا وقويا بحيث ينسيهم الجلوس والنوم، ويبدأ في قرصهم و«تنتيفهم» حتى يرحلوا عن أراضينا من دون رجعة. اللهم آمين يا رب العالمين!
لا تعجبوا من هذا الدعاء وهذه الأمنية، فهو دعاء وأمنية كل عربي وكل مسلم والذي لا يكلف ثمنا لا في الأرواح ولا في الأنفس ولا في المال، ولكن هي الوسيلة الوحيدة التي لا يستطيع أحد أن يتخذها ضدنا أو يتهمنا بأننا إرهابيون وقد تعاونا مع الإرهابيين الجراد! فإن أرادوا أن يعتقلوا أو يغتالوا أسراب الجراد فليفعلوا ذلك «مشكورين». المهم الآن يجب أن نفكر بطريقة تغري الجراد بالتوجه إلى «إسرائيل» فقد تعبنا ومللنا من آلاف الأدعية بالموت والثبور وعظائم الأمور المرسلة إلى الصهاينة من أفواه الغاضبين وغير الغاضبين العرب والمسلمين. نعم «الموت لإسرائيل» هذا شعار نردده منذ عشرات السنين ولكن «إسرائيل» لم تمت وإنما قويت أكثر وزاد غرورها وازدادت سيطرتها وهى تحاول أن تثبت نفسها في المنطقة أكثر وتجرجر وراءها العالم كله، إذن أين ذهب دعاؤنا وأين نتائجه؟ لابد أن يكون هناك خلل ما، فدعاؤنا موجه إلى الله سبحانه وتعالى من قلوب محترقة وصادقة ولكن النتيجة ليست كما نريد، وكأننا نحاول أن نأخذ الطريق الأسهل والمريح ونستطيع أن نتفنن فيه كيفما شئنا، ولكنا نسينا أن هذا الشعور بالحنق على دولة الصهاينة والتفنن بأنواع الدعاء يوميا لا يكفى وحده لأن من ضمن قوله تعالى «ادعوني استجب لكم» (غافر: 60) ربط الدعاء بالعمل وهذا ما نفتقده، وبفقدانه نفقد عنصر التوازن في تأثير الدعاء والاستجابة له (فما أكثر الضجيج وأقل الحجيج)، كما قال الإمام المعصوم، فلو كان دعاء أكثر من مليوني مسلم حاج وفي بيت الله دعاء مستجابا لدمرت «إسرائيل» تدميرا، فيا الله استجب لنا مع الجراد لان الفعل يسقط من على عاتقنا مع الجراد، إذ ماذا عسانا أن نفعل غير الدعاء، فلربما أصبنا هذه المرة والسبب هو أسراب الجراد الطيبة.
وأتمنى ألا نُتهم بأننا إرهابيون، فنحن لم نفعل شيئا غير الدعاء بالجراد، ولكني تمنيت أيضا أن نعي معاني الدعاء الصحيح والمستجاب وألا نقلل من شان الدعاء وجعله مجرد لقلقة لسان أو قلقلة لسان، وأتأسف لفتوى مفتي الأزهر بدعوى المصريين إلى أكل الجراد عندما يصل إليهم، وكان بودي أن تكون الفتوى بتشجيعه وإغرائه الجراد للذهاب إلى «إسرائيل» وهو جائع ليلتهم الصهاينة وكذلك نتمنى وندعو ربنا بأن يأكل الجراد حلالهم «الحرام» وأجسادهم وحرثهم ونسلهم وأشجارهم آمين يا رب العالمين، فهل يستجاب الدعاء مرتين؟ بأن تصل إليهم أسراب الجراد وأن يتحقق الدعاء وتتحقق الأماني العربية والإسلامية في « تقريص» الجراد للصهاينة و«تنتيفهم» على رغم أننا نملك الدعاء لكنا لا نملك الجراد!
إبراهيم حسن
العدد 824 - الثلثاء 07 ديسمبر 2004م الموافق 24 شوال 1425هـ