العدد 823 - الإثنين 06 ديسمبر 2004م الموافق 23 شوال 1425هـ

ثرثرة في مزرعة الدجاجة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أكثر مثقفي اليوم يعيشون «غلابة» في هذا العصر... بعضهم يضيّع الطريق، وبعضهم يعيش على فتات «الثورة» وبعضهم باع جميع ملابسه وراح يرقص على أوجاع الناس ثملاً يفتش عن «عروس عروبته» التي بيعت في مزادات السياسة، اذ لا «تهتز له قصبة» على حد تعبير الشاعر الكبير مظفر النواب وعلى رغم ذلك يبقى من يزرع وردة في صحراء السياسة العربية المليئة بالشعارات الديماغوجية الكاذبة.

حتى صعاليك الثقافة ودراويشها يعانون من الغربة، مؤنس الرزاز يقول: خيارات الغلباوي العربي: إما النزول تحت الأرض، واما الاعتكاف والزهد، واما التحرك ضمن الهامش المتاح». هذا هو حال المثقف المسئول. أما المثقفون الذين يمارسون دور الجارية التي تتقن فن «التدليك» السياسي فهؤلاء همهم الأول والأخير هو محاربة الناس وخلق الشباك بين السلطة والمجتمع. ما بين هؤلاء يستقر البكاؤن والبكاءات ذوات الأدمع البلاستيكية على العراق وخصوصا شمطاءنا المسعورة التي بقيت سنين عاكفة على تلميع شوارب صدام والآن جاءت لتبيعنا شعارات «الديمقراطية» و«العروبة» فلم يبق الا ان تتهم السيدالسيستاني بانه كان وراء المقابر الجماعية. هكذا وبكل استخفاف ومن دون حياء تريد ان تبيع هذه البضاعة علينا مغلفة بدموعها البلاستيكية. لا أعلم أين ذهبت عروبتها عندما احتل رمزها بلداً عربياً (الكويت) لماذا لم يرمش لها جفن. ان هذا التخريف السياسي مسألة طبيعية عندما يصل الانسان الى صدمة الواقع مع كبر السن. أنا أربأ بمثقفينا العروبيين ممن أكن لهم كل الاحترام ان تحسب عليهم تلك التنظيرات الخرافية التي وصلت الى درجة لا يمكن تحملها من الوصول الى ضرب المراجع وشتمهم امام الملأ من امرأة الى الآن لم تخرج من دوامة صدمة سقوط النظام ومازالت تحلم بعودة أمجاد جامعة بغداد والامتيازات التي كانت توزع على حساب الشعب العراقي.

المجتمع البحريني لا يمكن ان يقبل بالتطاول على المراجع. لكل انسان حق إبداء رأيه ولكن ليس من حقه ان يضع هذا المرجع أو ذاك في خانات الفرز ومن يطرق باب الشتيمة فليتحمل الرد. لن نلقي عليه زهوراً أو نرشه بماء العطر، فالمراجع هم جزء من منظومة فكرنا وثقافتنا، والمساس بهذه الثوابت مساس بنا. نحن لا نسبغ عليهم صفات الانبياء لكن للحوار آدابه وهناك قطاعات شعبية كبرى في البحرين ترجع في تقليدها الفقهي الى آية الله العظمى السيدالسيستاني كمرجع فقهي ولا شك ان تجريح هذا السيد معناه تجريح كل هذه القطاعات.

والغريب في الأمر ان كاتبتنا الفقيرة لله لم تبق زاوية في داخل الجسم الاسلامي الا وألقت عليه الحجارة على طريقة حمالة الحطب، لكن المشكلة ان جيدها من حطب وهي غير مستعدة لانتقاد أداء وزير هنا أو مسئول هناك على العكس راحت تدق طبول الفرح للتجنيس.

لا أعلم لماذا هذه الدموع البلاستيكية؟ لماذا جمدت في المآقي عندما كان صدام على علاقة غرام بأميركا طيلة 30 عاماً وعلم الولايات المتحدة يرفرف في سماء بغداد وكانت تدق كؤوس النصر في جامعة بغداد وعلى مقاهي شط الفرات... أين كانت الدموع؟ هذه المزايدات على المراجع يجب ان توقف ويجب ألا تتورط أية صحيفة باللعب بالكبريت مع المراجع حتى لا تفقد قراءها. سؤال أوجهه الى كاتبتنا الطرزانية: هلا أخبرتنا عن كل عمليات الأسلحة التي استخدمها صدام في حرب الخليج الأولى؟ ألم تكن الاسلحة أميركية؟ أين بكاؤك في ذاك الوقت، في تلك المرحلة كان السيدالسيستاني ومراجعنا يضربون بالأسلحة الأميركية! ضربت النجف وضرب حرم الامام علي (ع) وذبحت العوائل بهذه الأسلحة، ألم يكن هؤلاء الذين ذبحوا عرباً أم انك أكثر عروبة منهم أم ان دماء هؤلاء من تراب؟ ولماذا التباكي على البحرينيين؟ ما هذه النخوة المصطنعة؟ أين هي دموعك على البحرينيين الذين قتلوا في العراق لو كان هناك ثمة احترام لمشاعر عوائل الشهداء لما قمت بهذا السفه في هذه القنوات.

الوطني الغيور لا ينسلخ من أصله ويتنكر لجذوره ولا يسب قومه. نعم له الحق في النقد. فهل من الوطنية أن أتنكر للشهداء البحرينيين الذين سقطوا في العراق وأقول انهم «فوضويون» أم ان صدام لم يقتلهم؟ اذاً من الذي قتلهم؟ الظاهر الذي تورط في قتلهم هو «أم الخضر والليف». لا، لا. اعتقد انها الشمطاء العجوز عندما بلغت مرحلة التخريف فراحت تنسى جرائم صدام وتحاول ان تسقط الجرائم على السيدالسيستاني.

وقديماً قيل «ذوو الرؤوس الشمعية لا يجوز لهم ان يسيروا في الشمس» انها ثرثرة تباع علينا من مزرعة الدجاجة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 823 - الإثنين 06 ديسمبر 2004م الموافق 23 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً