بدأ العدّ التنازلي لاختتام معرض «العوالم المفقودة» في فندق ومنتجع «شيراتون الدوحة» الذي يغلق أبوابه مساء يوم السبت الموافق 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، والذي أقامه «المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث» في قطر بالتعاون مع «متحف التاريخ الطبيعي» في لندن منذ 21 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. أربعة أيام فقط، هي المدة المتبقية أمام الشعب القطري لزيارة المعرض الذي يضمّ مجموعات رائعة ونادرة من ثروات الأرض الطبيعية وكائنات كانت موجودة منذ ملايين السنين ثم اندثرت بفعل ما تعرض له كوكب الأرض لخمس مراحل من الانقراض شبه التام في الأزمان الغابرة، وهو على وشك الدخول في المرحلة السادسة من اختفاء الكثير من أشكال الحياة. ونجح معرض «العوالم المفقودة» في استقطاب أكثر من 75 ألف زائر منذ افتتاحه أمام الجمهور الواسع في 21 أكتوبر الماضي. اذ قدِمت إلى قاعة «المجلس» في فندق ومنتجع «شيراتون الدوحة» مجموعات كبيرة من المواطنين والمقيمين في دولة قطر من جميع الفئات والأعمار وشاهدوا معروضات نادرة كانت تعيش ما قبل ملايين السنين مثل «الديناصور» وغيره من النباتات والكائنات البحرية وأصبحت بمثابة كنوز نادرة بفعل انقراضها عن سطح الأرض.

يضمّ «العوالم المفقودة» معروضات لا يمكن للإنسان أن يراها حيّة مرة أخرى. فمشاهدة الهيكل العظمي الحقيقي لـ «ديناصور الدبلودوكس» البالغ طوله 28 متراً أو آخر لـ «ديناصور الترايسرتوبس» الثلاثي القرون، لن تتكرر مرة أخرى قبل أن ينتهي «المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث» في قطر من بناء «المكتبة الوطنية» في غضون السنوات القليلة المقبلة، والتي ستضمّ «متحف التاريخ الطبيعي»، اذ من المتوقع لها أن تكون فريدة من نوعها في المنطقة نظراً لمساحتها التي تتجاوز خمسة آلاف متر مربع وتصميمها الفني الرائع الذي تنفذه كوكبة من الخبرات العالمية المشهود لها في هذا المجال. وبالإضافة إلى «الديناصور» المتحدر من فصيلة الزواحف التي كانت تغزو الأرض في العصر الجوراسي، يضمّ المعرض أحافير ومتحجرات لكائنات انقرضت بفعل عمل الإنسان التخريبي كالطيور والنباتات والعوالق البحرية وأخرى هي على وشك الانقراض أيضاً. وكسابقة من نوعها، فقد اشترت قطر بواسطة «المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث» بعضاً، منها أهمها الهيكل العظمي الحقيقي لـ «ديناصور الدبلودوكس» الذي اكتشف منه خمسة فقط في أنحاء العالم