العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ

ضرسي... من يساعدني على خلعه؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لا أخفيكم سرا... بأني ومنذ زمن بعيد أعاني الأمرين... واحد من أهم تلك الأمور هو المعاناة الأزلية مع أسناني! تارة مع ضرس الناب وأخرى مع الرحى والآن وصلت موصل خير... وصار حديثنا مع كبيرهم... ألا وهو ضرس العقل... وما أدراك ما ضرس العقل؟!

وكل زياراتي المكوكية لأطباء وطبيبات الأسنان تتكلل بحلول أجدها ترقيعية في الأساس، لا تخرج عن وصف المهدئات والمضادات الحيوية والحشوات المتنوعة الرصاصية منها والبيضاء وغيرها... ولا من واحد تجرأ ووصف لي علاج القلع إلا الطبيب فاضل حفظه الله وأبقاه... ولكن... هناك مقومات كثيرة تحول دون خلع ضرس العقل الذي نحن بصدد الحديث عنه وبين تحمله في مكانه (رغما عن أنفي)، وللحديث تفاصيل أسرد لكم بعضها.

فعلى رغم المعاناة التي أعانيها أنا وأمثالي من هذا الضرس اللعين الذي ظل رازحا في فمي ردحا من الزمن وكأنه عظم، ينغص علي كل لقمة آكلها وكل شربة ماء باردة هنيئة أشربها، وكل عصير حلو أنشد الاستمتاع من شربه، إذ تجده واقفا لي بالمرصاد تارة بموضوع وأخرى من غير موضوع ومرة بمقدمات وأخرى من غير مقدمات.

كثيرون من أصدقائي نصحوني بخلعه ولكنه وللأسف إذ لذلك الضرس من الجذور ما لأحد أن يتصورها!... وله من النفوذ بين الأضراس القديمة والجديدة من لا يتخيلها أحد، إذ إنه المسيطر في فمي وله الكلمة الأولى والأخيرة ولا لأحد أن يتنفس بنفس واحد، ولكن في الفترة الأخيرة ظللت أقلص من مهماته، إذ صرت أحول مضغ الطعام إلى الجهة الأخرى من ذلك الضرس الكريه، إلا أنه لابد من وصول البعض إليه ليتسبب لي ذلك في الأذى وخصوصا إذا كانت الوجبة من أصناف الحلويات، كما وأنني كذلك حولت الكثير من المهمات الرئيسية إلى الأسنان الأخرى، فهي صغيرة السن ودماؤها جديدة وأعتقد أنها كفيلة بالثقة وبمضغ وبلع الطعام بالشكل المطلوب... ولكن إحكام سيطرته كونه في موقع استراتيجي وسنوات خدمته طويلة في فمي وكونه موصوفا بالقوة لا يمكن أن يغفل أية شاردة أو واردة في ذلك الفم البائس ليلتقطها ويقوم بأخذ نصيبه منها... ويقوم بواجبه في التفنن بالأذى بي!

ولكنني وبعد هذا العناء المقيت... عزمت على خلع هذا الضرس بأية وسيلة وأية طريقة... فالوقت (الآن) هو أنسب الأوقات... ولا داعي للتأخير، فيجب علي أن أعرف بأن ضرسي الآن أضعف من أي وقت مضى، ويكفيني وهم وخوف وتردد في اقتلاعه من جذوره كون جذوره هشة ضعيفة على رغم قدمها في فمي، ولكن كل ما أحتاج إليه هو التحمل والصبر على ألم الاقتلاع وتداعياته، كونه ألما موضعيا ووقتيا يزول بزوال المؤثر... فهلا ساعدتموني في اقتلاعه؟!

إضاءة

في فترة أخيرة فقط من حياتي اكتشفت ما للشائعة من فائدة على رغم كرهي لها... فهي كفيلة بأن تكشف لك معادن الرجال ومعادن الأقربين لك وكم هم مخلصون... كما وتكتشف لك أصدقاء جدد يتحينون الفرص (فيك) ليعرضوا خدماتهم عليك... لا لشيء ولكن حبا فيك. نلقاكم الأربعاء المقبل بإذن الله

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 822 - الأحد 05 ديسمبر 2004م الموافق 22 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً