على رغم الفعاليات الكثيرة التي أقيمت ضمن إطار مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب منذ انطلاق المشروع العام الماضي فإن الحركة الجارية منذ الأسبوع الماضي وحتى موعد الاحتفال بالذكرى الثالثة لإقرار ميثاق العمل الوطني في منتصف فبراير/ شباط من العام المقبل يجب الاستفادة منها، لأن استحقاق الاستراتيجية قد حان، وعلى الشباب الذين تحمسوا لبداياته أن يستمر حماسهم، وأن يساهموا بالمشاركة في الانتهاء من هذا المشروع التاريخي للشباب البحريني.

وبطبيعة أي مشروع فإن هناك أخطاء وسلبيات، ولكن المهم مصلحة المستفيدين من المشروع، وليس القائمين عليه. فإذا كان الشباب والجمعيات الشبابية قد أصابها فتور قاس تجاه مشروع الاستراتيجية لأسباب مختلفة، فإن هذا ليس مهم مادامت هذه الجمعيات تنظر إلى مصلحة شباب المستقبل. إلا إذا كانت النظرة مختلفة وتنظر إلى الاستراتيجية كمشروع للحصول على مكاسب ذاتية أو نيل مصالح خاصة للجمعية فإنه يجب مكافحة مثل هذه النظرة، والمشروع أكبر مما يتصوره البعض لأنه مرتبط بمستقبل أجيال عدة من شباب البحرين. وإذا كان هناك قصور فلن يتم اتهام ولوم القائمين الرسميين على الاستراتيجية، وإنما ستأتي أجيال من الشباب البحريني تلقي باللوم على الجمعيات الشبابية التي خذلتها في مرحلة مهمة وابتعدت عن مسئوليتها الوطنية تجاه مشروع الاستراتيجية في الوقت الذي أكدت فيه جميعها اهتمامها برعاية الشباب ضمن أهدافها الرئيسية.

ومادامت مسودة وثيقة الاستراتيجية ستكون جاهزة مع نهاية الشهر الجاري، فعلى الجمعيات الشبابية الاستعداد من الآن والتحضير لكيفية مناقشة هذه الوثيقة المهمة بالنسبة إلى الشباب. وتكون فكرة عقد لقاءات وندوات حوارية مناسبة للجمعيات وأعضائها. ولكن مازالت قناعتي بأهمية طرح هذه الوثيقة التي استغرق إعدادها ما يزيد عن عام كامل في استفتاء عام يشارك فيه الشباب والشابات بمختلف أطيافهم لضمان مشروعية الاستراتيجية وعدم بروز من قد يشكك في صدقيتها.

كما أن مشاركة نحو عشرة آلاف شاب وشابة في حملة عبّر عن نفسك جاءت في محلها، ولكن بالإمكان تطوير نسبة مشاركة الشباب في الاستراتيجية، وجعلها وثيقة وطنية تأتي بعد الدستور والميثاق عن طريق الاستفتاء العام. وهذه دعوة لأصحاب الشأن والقرار في البلاد لتفعيل دور المشاركة السياسية في اتخاذ قرارات مصيرية وتاريخية للبلاد قبل فوات استحقاق استراتيجية الشباب