عندما كان أنتونيو بانديراس ذو شعر طويل، كنا نتخيله كبطل رواية رومانسية يضم أميرة بين ذراعيه وشعره الطويل البراق يلمع فوق طيات سترته الأنيقة وابتسامته الساحرة.

وعندما كان شعره قصيراً، بدا مثل شخص مهووس ذي وجه ملائكي. فهو قادر على أن يؤدي أي دور كان، مثل هيثكليف في مغامراته العاطفية أو مستعمر إسباني يقتل عبيده عندما يفقد الأمل في العثور على إيلدورادو.

وكما يستطيع التمثيل بمهارة فهو أيضاً بارع في الغناء والرقص، أما صوته المتميز في دور بوس فهو أحد معالم فيلم «شريك 2».

وعلى رغم أن هذا النجم الإيبيري له الكثير من الأفلام الرجولية مثل: «المحارب الثالث عشر»، «ديسبيرادو»، «قناع زورو»، «باليستيك: إيكس في مواجهة سيفير»، «كان يا ما كان في المكسيك»، فإن أول ما يقفز إلى مخيلتنا هو أفلام الأطفال التي قام بأدائها بنجاح منقطع النظير والذي نال بسببها إعجاب النقاد والوسط الفني.

وشكّل أنتونيو بانديراس ثنائياً ناجحاً مع المخرج روبرت رودريغز الذي اختاره لدور المارياتشي في فيلم «كان يا ما كان في المكسيك»، وأحد أدوار ثلاثية الأولاد الجواسيس «سباي كيدز».

وينبثق حب أنتونيو لأفلام وبرامج الأطفال من حياته العائلية مع زوجته ميلاني غريفيث، ولم يكن أنتونيو سعيداً فقط بدوره في فيلم «شريك 2» لأن ذلك سيسعد أولاده فحسب، ولكنه يعترف بأنه كان من محبي الفيلم الأول «شريك».

يقول أنتونيو: «لقد شاهدته ابنتي مرتين، أما أنا فقد شاهدته ست مرات، إنني من هواة فيلم «شريك» أكثر من ابنتي. فالأطفال يفهمون ويستوعبون من هذا الفيلم أقل بكثير مما يستطيعه الإنسان البالغ. هناك ذكاء وعبقرية لهذا الفيلم من الصعب على الأطفال استيعابها، يستوعب الأطفال الجانب الزاهي من الفيلم، لكنهم لا يستطيعون سبر العمق الحقيقي لهذا الفيلم الرائع مثل قصة الصداقة بين الحمار وشريك».

وتطور هذا النجم السينمائي القادم من مالاغا في إسبانيا منذ أن مثّل أول فيلم له باللغة الإنجليزية «ملوك المامبو» في العام 1992. في ذلك الوقت لم يكن أنتونيو قادراً على تكلم الإنجليزية وكانوا يلقنونه الكلمات الإنجليزية بالإسبانية.

وبفضل المزيج من السحر الإيبيري الإسباني والجاذبية الحارة فقد أصبح أنتونيو بانديراس من أشهر نجوم هوليوود، لكن هذا المصارع اللطيف والهادئ الذي يعارك الثيران يشعر بالسعادة من خلال لعبه أي دور في أفلام الأطفال