بدت السلطات الفرنسية خلال اليومين الأخيرين تسير في اتجاه وقف بث قناة «المنار» في أوروبا في خطوة وإن كانت تعبر في ظاهرها عن رغبة فرنسية بمنع بث ما وصفته بـ «البرامج المعادية للسامية»، فإنها تحمل في مضمونها مدى توغل اللوبيات الصهيونية في المجتمعات الغربية ومدى قدرتها على الضغط على المؤسسات، بهدف تلميع صورة الصهيونية أو بالأحرى حجب حقيقة ما يقوم به ذلك العدو من أعمال وحشية وهمجية بحق الفلسطينيين. ودأبت «المنار» على إيصال تلك الصور إلى ملايين المشاهدين ليس معاداة للسامية أو لكونها لا تحمل قيم الحرية والعدالة، بل لأنها تريد إيصال الحقيقة.

وطلبُ المجلس الأعلى الفرنسي للإعلام المرئي والمسموع من مجلس الشورى وقف بث القناة ولد الكثير من ردود الفعل الفرنسية والإسرائيلية، إذ قال النائب الفرنسي بيار لولوش إن الحكومة تدعم مشروع قانون حظر ما أسمته «المحطات التلفزيونية ذات الخطاب العنصري أو المعادي للسامية»، معربا عن أمله بأن يقر البرلمان القانون قبل عيد الميلاد.

بدورها أعربت حكومة العدو الصهيوني عن ترحيبها بالقرار، وقال وزير خارجيتها سيلفان شالوم: «إن وزارتنا قامت بحملة في أوروبا ضد حزب الله، والتدبير الذي اتخذته فرنسا هو واحد من نتائج هذه الحملة»، معربا عن أمله في أن يؤدي هذا التدبير إلى صدور إعلان عن الاتحاد الأوروبي يفيد بضرورة إدراج حزب الله في لائحة المنظمات الإرهابية.

الحملة ضد «المنار» التي مثلت درع حماية من الحملات الإعلامية والنفسية و المعادية، تؤكد أن الإعلام عاد مجددا ليدخل في خضم الحروب التي تعيشها المنطقة، حاملا الحقيقة التي تغضب العدو وتقلق منامه، موضحا أن الكلمات والصور تشكل رصاصة قاتلة للعدو، وخصوصا في ظل الحروب الإعلامية التي يشنها العدو ضد المنطقة