استعرض المشاركون في ورش العمل الخاصة بالاستراتيجية الوطنية للشباب أمس، وهي الورش التي تنظمها المؤسسة العامة الشباب والرياضة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي، تجارب عدد من الدول في المجال ذاته، من بينها تجربة جنوب إفريقيا، الأردن، وماليزيا التي بادرت قبل نحو خمسين عاماً (1948) في تدشين استراتيجية للشباب، كانت أبرز خلاصتها، بالنسبة إلى البحرين، أهمية إشراك الشباب في إعداد الاستراتيجية إذا أريد لها أن تكون معبرة عن همومهم وآمالهم، وهو ما سعى القائمون إلى فعله، وأظنهم نجحوا في ذلك إلى حد كبير. بيد أن الملفت، هو تجربة جنوب إفريقيا، التي اهتمت بالبعد التنفيذي، فشكلت مفوضية تتابع مراقبة تنفيذ الإستراتيجية، تتكون من خمسة شبان، وسكرتارية، متفرغين للعمل، وتتبع المفوضية الرئيس الجنوب إفريقي مباشرة، وهو الذي يعين أعضاءها، وتقع مكاتبها في القصر الرئاسي.
وأسست المفوضية برنامج الخدمة الوطنية للشباب، هدفه الاستفادة من الشباب، والبناء إلى تجاربهم العملية، وتمكينهم من الحصول على مداخيل جديدة في المهارات المختلفة، وأقر البرلمان هناك البرنامج في العام 2000.
ولا يعرف على أي مدى ستستفيد التجربة البحرينية من تجارب الآخرين، خصوصاً على صعيد التنفيذ، فهل سيقترح القائمون على إعدادها تشكيل مكتب أو هيئة أو مفوضية تابعة لجلالة الملك، الذي يرأس السلطات، بما في ذلك السلطة التنفيذية؟ أو تابعة لولي العهد الذي يرأس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، علّ ذلك يكون مانعاً من أن توضع في الأدراج، كما وضعت مشروعات لجنة تفعيل الميثاق. علماً بأن ورش العمل التي انطلقت أمس، وتستمر اليوم وغداً، تعد المرحلة الرابعة من بناء الاستراتيجية التي ستعرض في صورتها النهائية في 30 من الشهر المقبل، ومن ثم ترفع للسلطات، والخشية أن لا تعاود النزول
العدد 821 - السبت 04 ديسمبر 2004م الموافق 21 شوال 1425هـ