العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ

المعلم في البحرين بين المطرقة والوزارة وسندان الإدارة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تلك حقيقة واقعية لا وجود للتنمية بلا إصلاح حقيقي للتعليم، فالتعليم هو الركيزة الاساسية لبناء المجتمع، فليس غريبا عندما يقول الصحافي الشهير هيكل وهو يشير إلى أهمية التعليم لابد من وجود جامعة مزدهرة تكتمل مع وجود برلمان ديمقراطي وصحافة حرة وقضاء عادل وحكومة شعبية. وطه حسين كان يردد دائماً اعطني مثقفاً واعياً خيراً من عشرة جامعيين أميين وهذا يدخلنا الى أزمة طالما طرحت وهي أمية المتعلمين. ما طرحته هو مقدمة للدخول في صلب موضوع مؤلم هو موضوع حقوق المعلم البحريني في مدارسنا البحرينية فصورة «الاستاذ» تغيرت كثيرا عن السابق. «رعايا» وزارة التربية والتعليم من المدرسين يحتاجون إلى من يترافع عن حقوقهم... من ينظـر اليهم بعين الرحمة وتحتاج الصحافة ان تركز كثيرا على أحزان المدرس البحريني، وذلك عبر مستويات كثيرة اولا من حيث عدد الحصص التي يلزم بها المدرس البحريني. فبعضهم يعاني من كثرة الحصص التي تحولت مع مرور الايام إلى كابوس مخيف للمدرس... يريد ان ينجح فيه وينصف مهنته وشرف وظيفته لكن الكثرة الزائدة لاشك انها تأخذ من العمر وتقود المدرس إلى الاستسلام السريع إلى التقاعد المبكر وشراء سنوات الخدمة. أحيانا يصل نصاب الحصص إلى 21 حصة في الأسبوع.

اما بالنسبة لوزارتنا العزيزة فهي كثيرا ما تشغل المدرس بكثرة الطلبات من عمل بحوث واعطاء تجارب و... شيء جميل لكن الكثرة كما النقصان. كثير من المعلمين يندبون حظهم حزنا على عدم وصوله إلى المواقع الرسمية التي تتناسب مع مؤهلاتهم... بعض المدرسين حصل على شهادة الماجستير وبعضهم الدكتوراه ومازالوا في مواقعهم الفرص تمر مر السحاب وهم مهمشون وقديما قيل: «فاز باللذات من كان جسورا أو يعرف مسئولا».

طبعا ظلامة المعلم في البحرين انسحبت حتى وصلت إلى بعض الادارات في المدارس، بعض المديرين ديمقراطيون ويتعاطون مع المدرسين كزملاء وشركاء في اعطاء صورة حضارية للمدرسة والبعض يتعاطى معهم على طريقة الدكتاتور بوكاسا الذي كان يطفئ على شعبه الكهرباء ويفرض عليهم النوم مبكراً.

بعض المديرين يتعاطى مع المدرس وفي اليوم المفتوح بطريقة غير حضارية تقلل من هيبة المدرس امام الطلبة طبعا يجب ألا نضع كل المعلمين في سلة واحدة ولكن في الاجمال المعلم في البحرين اصبح مع الايام الحلقة الاضعف واذا صمت طويلاً فسيكون حظه لا يبشر بخير تماما كقسم الصيانة في الوزارة ذاتها. ان الجأر بالحقوق بطريقة حضارية هي الحل للمعلم.

نقطة مؤلمة أصبحت تقلق المعلم البحريني... هل تعلمون ما هي؟ قلة الراتب لو قيس راتب المعلم البحريني والمعلم الخليجي فاننا سنصل إلى نتيجة محزنة... المعلم البحريني يبدأ في البداية بلا راتب وكأني به يردد «قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون عاطلا»، في البحرين هم أكثر الناس حزنا فقليل ما ترى معلما مستقر الحال اقتصاديا فجيوبهم مليئة بالثقوب وقد هيأ الله لهم وزارة تفكر في عملهم ولا تفكر في كيف يستقرون ماليا. لعلك تلحظ كيف أصبح المدرس في البحرين في الوقت الذي فيه يعيش بعض البحرينيين في بقية الوزارات وفي بعض المواقع بجيوب منتفخة. اما عن عدم احترام التلاميذ للمدرسين فهذه تحتاج لتوضيحها إلى دفع النواب نحو بناء مشروع استوديو على طريقة استوديو هوليوود... في الماضي كانت عيوننا تنكسر امام هيبة المدرس الآن أصبح المدرس - غالبا - يعاني من واقع يقوم على «الاكشن» وقلة الذوق خصوصا من تلاميذ آخر التقليعات ممن تأثروا بالتقليعات الغربية وغيرها. ما نريده هو تفعيل حقوق المعلمين هذه الطبقة الذهبية التي تعلمنا على يدها... انها تستحق الاحترام والتقدير معلمون ومعلمات، انهم الشمس التي تسطع كل نهار لتضيء لابنائنا نور العلم.

ماذا يفعل بعض مدرسينا الافاضل فهم واقعون بين مطرقة الوزارة وسندان الادارة ماذا يفعلون؟ عليهم ان يطالبوا بحقوقهم لعل الحظ العاثر يتغير فتبتسم لهم الدنيا

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً