تظل تكتب ... لكأنك تريد الاطمئنان عليك وعلى الحياة ... تريد التأكد من أن العالم لا يزال يتنفس في الجهة الأخرى... فيما أنت تتنفس رصدك وتأملك واضطراد وعيك. كلما هممت في الكتابة لكأنك تبدأ اكتشاف ما لم تحط به علما من قبل... لكأنك تبدأ أول السلم في الصعود بك وبوسطك وبالعالم وما يضج به من بشر وأشياء من حولك.
مالكتابة التي نحن بصددها؟... هل تلك التي لا تزيدك الا شقاء فوق الشقاء الذي تكتنز به؟ ... أم تلك التي تسلخك من شقاء ظاهر الى سعادة باطنة ... سعادة ليس بالضرورة أن تحيط بماهيتها ومصدرها الأكيد... فقط تشعر أنك في طريقك لعمارك ... عمار عالمك... كتابة تفضي بك الى مزيد من رؤية العالم بعينين شفافتين باستطاعتهما أن تريا ما لا يرى.
الذين يكتبون للوجاهة سيحظون بها لمجرد أن ينشف حبرهم ... والذين يكتبون من أجل أن يستعيد العالم امكان التعايش فيه سيحظون بحضور قبل أن ينهوا نصهم ... اذ عينهم على وجاهة العالم قبل وجاهتهم هم.
أول النص
في العالم السفلي...
اللون الأبيض من كثر حزنه
أصبح أخو الكحلي...
خلك كذا تايه...
واسرج ظنونك لا قدرتْ
تعويذة الممشى...
تخشى ولا تخشى ...
ولا جيت توصل
صب لك فنجان تغريبه...
أجمل طريق اللي
يزيدك طيش تعذيبه ...
قال انتدارك هالخطا
باخطاء وزياده...
هي عادة اللي ما لقى له
غير هالعاده...
يصبح ويمسي كل وقتٍ فيه للضايع....
واسراره اللي شالها في خزنة اسكاته...
صارت خبر شايع..
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 820 - الجمعة 03 ديسمبر 2004م الموافق 20 شوال 1425هـ