العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ

جولة محمد السادس الأميركو لاتينية تفتح سوقاً من 210 ملايين نسمة أمام صادراتنا

الصحافة الأسبوعية المغربية:

المصطفى العسري comments [at] alwasatnews.com

على غرار الاهتمام الذي أولته الصحافة المغربية لجولته الإفريقية، كان من الطبيعي أن تستأثر الجولة الأميركو لاتينية التي يقوم بها الملك محمد السادس باهتمام الصحافة المغربية الأسبوعية، إلا أن هذا الاهتمام كان ذا طبيعة اقتصادية عكس الجولة الإفريقية التي تناولتها الصحافة المغربية من جانبها السياسي، للتأثير الإفريقي على ملف الصحراء الغربية.

وهكذا اعتبرت أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» أن هذه الجولة «تكتسي أهمية تاريخية كونها أول زيارة دولة يقوم بها عاهل مغربي لدول أميركا اللاتينية لاسيما وأنها زيارة تشمل خمس دول كبرى ربطت معها المملكة منذ استقلالها علاقات سياسية جيدة»، موضحة أن «الرباط تسعى حاليا إلى تعميق وتعزيز المبادلات مع هذه البلدان خصوصاً على المستوى الاقتصادي والتجاري». وأن هذه الزيارة تشكل أيضا فرصة للمغرب «لتأكيد استعداده للعمل إلى جانب الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي توافقي لمشكل الصحراء».

ولاحظت «ماروك إيبدو أنترناسيونال» أن هذه الجولة «تؤكد إرادة حقيقية للمغرب في الانفتاح في علاقاته على هذه البلدان وتؤكد أيضا عزم جلالته على الانخراط أكثر في إقامة علاقات متميزة مع دول ظلت لحد الآن تعتبر بعيدة».

وتحت عنوان «سوق بـ 210 ملايين نسمة» كتبت أسبوعية «لافي إيكو/ الحياة الاقتصادية» أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يقوم بجولة في أميركا اللاتينية «يهيمن عليها الجانب الاقتصادي بشكل كبير إذ إن الوفد المرافق له يتكون في غالبيته من رجال الأعمال»، موضحة أن الدول الخمس التي تشملها الزيارة لها «اقتصادات ومستويات دخل مشابهة للمغرب كما استطاعت بعض منها التغلب على مشكلات مماثلة كالفقر والبطالة وتعقد المساطر الإدارية على سبيل إصلاح أنظمة التقاعد في الشيلي واللامركزية في البرازيل والمكسيك والتفويت والخصخصة بالأرجنتين وهي تجارب يمكن أن يستلهم منها المغرب الحلول المناسبة».

وأضافت «لافي إيكو» في هذا الإطار «أن مجموعة «سويز» التي تشرف حاليا على تدبير الماء والكهرباء بمدينة الدار البيضاء استفادت كثيرا من تجربتها في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس». وأشارت إلى أن المكسيك بدورها تعد «نموذجا يحتذى بها بالنسبة إلى المغرب. فقد وقع هذا البلد منذ عشر سنوات على اتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة، في إطار سوق «نافتا» وهي تجربة يمكن للمغرب الذي وقع بدوره على اتفاق مماثل مع الولايات المتحدة الأميركية السنة الجارية أن يستفيد منها على رغم أن قرب المكسيك من السوق الأميركية قد يغير من بعض المعطيات».

الأسبوعية ذاتها أكدت أن دول أميركا اللاتينية «يمكن أن تشكل منفذاً مهماً للصناعة المغربية» موضحة «أن المبادلات التجارية بين المغرب وهذه الدول ضعيفة جدا وعلى رغم أنها تمثل سوقا استهلاكية كبيرة»، مستندة في ذلك إلى أرقام مكتب الصرف في الدار البيضاء التي تؤكد أن المغرب لم يصدر سنة 2002 نحو هذه الدول الخمس سوى 2,2 مليار درهم منها 1,5 مليار درهم نحو البرازيل ما يمثل فقط 2,6 في المئة من صادرات المغرب الإجمالية، وهذا يعني تضيف «لافي إيكو» أن هناك سوقا يجب استكشافها وعلى مقاولينا إغراء الأميركيين اللاتينيين.

بدورها، اعتبرت «لافيريتي/ الحقيقة» أنه «في عالم أصبح فيه القرار أحاديا أكثر فأكثر وتداعياته السياسية متعددة الأطراف فإن الدول مثل المغرب التي تتوافر على مواقع استراتيجية مهمة لكن تنقصها عائدات الغاز والنفط مجبرة على البحث في جميع مناطق العالم على شراكات مكملة». وأضافت أن «السياسة البديلة في عالم غير متوازن تكمن في ربط علاقات قوية مع المجموعات الإقليمية الكبرى التي تهيمن على الاقتصاد العالمي»، مشيرة إلى أن «المغرب سار في هذا الاتجاه مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سعيا إلى تأهيل اقتصاده للاندماج بأقل الخسائر الممكنة في مناطق التبادل الحر وهي مبادرة من شأنها جلب المستثمرين الأجانب وخصوصاً من آسيا وأميركا اللاتينية». ومن هنا تعتبر أسبوعية «لافريتي» أهمية هذه الزيارات الملكية التي تهدف في المقام الأول إلى تحقيق التقارب الجيوسياسي بين المغرب وهذه البلدان.

وأضافت في هذا السياق أنه بعد الهند والصين يمكن أن تصنف جولة محمد السادس الأميركو لاتينية بأنها اقتصادية على غرار زيارته السابقة للصين والهند، وذلك بالنظر إلى الوفد الاقتصادي المهم الذي يرافقه من جهة، وبالنظر إلى برنامج زياراته لكل دولة من الدول الخمس التي وضعت في برنامج جولته.

وسياسيا اعتبرت «لافريتي» أنه على مستوى السياسة الخارجية فإن «هذه جولة محمد السادس لا يمكن إلا أن تكون مثمرة إذ من السهل في ظل تطابق وجهات النظر السياسية تدمير جميع الأطروحات الانفصالية التي تستهدف صحراءنا لاسيما وأن غالبية دول أميركا اللاتينية تعيش منذ بضع سنين في ظل أنظمة ديمقراطية منتخبة» بعد أن تخلصت من أنظمة الحزب الوحيد والأنظمة العسكرية وهو ما يفسر تسارع وثيرة سحب عدد من دول القارة لاعترافها بالجمهورية الصحراوية المعلنة من جانب واحد

العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً