قد نحقق بطولة الخليج لأول مرة في تاريخنا لكننا سنفقد طعمها وقد يتلألأ اسم البحرين خارجياً بالوصول إلى كأس العالم لكنه لن يكون له تلك القيمة محلياً إذا لم يأت بمجهودات أبناء الوطن. هذا هو لسان حال شريحة كبيرة من المهتمين بالشأن الرياضي إن لم يكن كلهم في الوقت الحالي والسبب في ذلك كما يراه الجميع ليس «فوزي عياش» وإنما الاستراتيجية الجديدة التي ينتهجها المسئولون عن الرياضة البحرينية.
فالإنجازات الكبرى التي أفرحت الشعب كله وكانت حديث الشارع البحريني هي التي تحققت بسواعد أبنائه ولكن ما يحققه «المستوردون» قد يكسب المملكة سمعة خارجية طيبة كما حدث في ألعاب القوى بالإنجازات العالمية التي حققوها ولكن ما هي القيمة الحقيقية لهذه الإنجازات في الشارع البحريني!.
قلنا في السابق أن منتخبنا الوطني يمر بفترة تاريخية ومقبل على استحقاقات مهمة تتطلب استقراراً نفسياً وفنياً وإدارياً ولكن العكس هو ما حصل. إذ انشغل الشارع الرياضي خلال الأسبوع الجاري بقضية جانبية ما كان يجب أن تحدث في الأساس على حساب القضية الأساسية وهي المنتخب الوطني، حتى أن معظم الاتصالات التي ترد إلينا في يوم مباراة المنتخب تسأل عن مشاركة اللاعب «المجنس» قبل أن تسأل عن نتيجة المباراة. فصارت هذه القضية هي هم الشارع الرياضي وأكبر دليل على ذلك الكتابات المتعددة لزملائي الصحافيين والتي أجمعت على موقف واحد تقريباً وربما للمرة الأولى وهو رفض التجنيس الرياضي في المنتخب الوطني وخصوصاً في الألعاب الجماعية. وكذلك أينما تذهب تجد أن هذه القضية هي حديث المجالس الرياضية وحتى غير الرياضية. والمشكلة ليست متركزة في اللاعب وإنما في استراتيجية المسئولين الذين يجب أن يحددوا أجندتهم من أجل تحقيق الإنجازات ما بين الاعتماد على أبناء الوطن وإعدادهم الإعداد الجيد أو الاعتماد على «المستوردين» الجاهزين مثلما نستورد بقية السلع من سيارات وغيرها.
فاللاعب وجد نفسه في وسط معركة لم يكن طرفاً فيها وإنما هو يجاهد من أجل الخروج منها ونحن نتعاطف معه في هذا الجانب ولكن على المسئولين تدارك الموقف وحل الإشكال وتوفير الأجواء الصحية للمنتخب قبل البطولة الخليجية الأسبوع المقبل قبل أن يقع الفأس في الرأس وعندها لن ينفع الصوت...
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 819 - الخميس 02 ديسمبر 2004م الموافق 19 شوال 1425هـ