بعد طفرة دامت أربعة أعوام قد تشهد كرة القدم الصينية تراجعا على رغم أن الصينيين يقولون إنهم مبتكرو رياضة كرة القدم منذ أكثر من ألفي عام.
وبعد أن احتل المنتخب الصيني المركز الثاني في بطولة الأمم الآسيوية لكرة القدم العام الجاري خرج من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 التي تستضيفها ألمانيا على رغم فوزه الساحق على هونغ كونغ 7/صفر الشهر الماضي. وتم إنهاء عقد المدرب الهولندي آري هان.
وعلى رغم أن الاتحاد الصيني لكرة القدم يصر على أن رياضة كرة القدم نشأت في الصين منذ أكثر من ألفي عام فإن أول مرة شاركت فيها الصين في كأس العالم كانت منذ عامين.
وهزمت الصين في مبارياتها الثلاث في مجموعتها بالدور الأول وعجز لاعبوها عن إحراز أية أهداف إلا أن ذلك لم ينل من سعادة الصينيين بتأهلهم للبطولة التي تقام كل أربعة أعوام.
ولكن خسارة اللقب الآسيوي هذا العام في مباراة نهائية مثيرة للجدل أمام اليابان 1/3 أثارت غضب مشجعين صينيين القوا زجاجات على الملعب واحرقوا أعلام اليابان ودخلوا في معارك حامية الوطيس مع الشرطة.
حقا كانت خسارة اللقب أمام الخصم اللدود اليابان أمرا سيئا ولكن ما زاد الأمر سوءا هو أن الأهداف الثلاثة التي أحرزتها اليابان كانت مثيرة للجدل ومنها هدف من لمسة يد واضحة. ورفض المدرب تسلم ميدالية المركز الثاني.
ومازال الصينيون يتذكرون بغضب الغزو الياباني للصين واحتلالها أجزاء من البلاد من العام 1931 إلى العام 1945 والذي راح ضحيته عشرات الملايين.
وتم نشر أكثر من ستة آلاف من رجال الأمن داخل وحول الاستاد الذي شهد المباراة النهائية للبطولة الآسيوية، ولكن كل الإجراءات المشددة لم تكن كافية لمنع حوادث العنف التي وقعت والتي تعد بمثابة كارثة لحملة العلاقات العامة الصينية استعدادا لدورة الألعاب الاولمبية 2008 التي تستضيفها بكين.
كما كانت الهزيمة ضربة على الصعيد الشخصي للمدير الفني للمنتخب الصيني آري هان الذي وجهت إليه انتقادات لرفضه بعناد ضم صن جيهاي اللاعب المحترف في انجلترا.
ووفقا للفيلسوف الصيني لاو تزو فان «الرحلة الطويلة تبدأ بخطوة». ويبدو ان كرة القدم الصينية التي تبذل جهودا مضنية لنيل احترام العالم وتكافح الفساد في الداخل مازال الطريق أمامها طويلا لنيل المراد.
فقد أفلت بالكاد دوري السوبر الصيني الجديد والغرض منه تحسين صورة مسابقات كرة القدم الصينية من تهديد بالمقاطعة من جانب كبرى الأندية الصينية بعد مزاعم بقبول الحكام لرشى. وشكت سبعة أندية من تفشي الفساد وان الاتحاد الصيني لكرة القدم غير ناجح في القضاء على ظاهرة رشى الحكام. وانسحب ناديا داليان شايد وبكين هيونداي وهما من اكبر أندية الصين من مباريات في هذا الموسم.
وقال المدير الفني لفريق بكين يانغ زوو «يتعلق الأمر بالتلاعب في نتائج المباريات والتحكيم السيئ والمراهنات. يتم التلاعب في نتائج المباريات لتتماشى مع تنبؤات مجموعات المراهنين». واعترف الاتحاد الصيني لكرة القدم بتفشي الفساد وان المراهنات التي يحظرها القانون في الصين غالبا ما تكون سبب الفوضى. ويوضح ضعف الإقبال الجماهيري على ملاعب الكرة أن نحو 200 مليون دولار تم استثمارها على مدار الأعوام العشرة الماضية لم تفلح كثيرا في تحسين مستقبل الكرة في الصين. وهرب الكثير من أفضل اللاعبين إلى أندية أوروبية. ويقول الصينيون إنهم مخترعو كرة القدم منذ 2300 عام وهو ما يؤيده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيب بلاتر. وإذا كان ذلك صحيحا فهو يعطي بعدا جديدا لمحنة كرة القدم الصينية إذ احتاج الصينيون لفترة طويلة لوضع الأمور في نصابها الصحيح
العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ