العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ

الصين تعتزم أن تصبح أكبر قوة رياضية في العالم

في ميدان تيانانمين بوسط بكين وعلى رأس درج يؤدي إلى متحف الصين تقف ساعة رقمية عملاقة.

بعد أقل من شهر من انتهاء دورة الألعاب الاولمبية في أثينا في أغسطس/ أب الماضي بدأت الساعة العملاقة العد التنازلي لدورة الألعاب المقبلة التي تقام في بكين العام 2003 والتي تعد ثالث أكبر حدث رياضي في العالم ينظم في آسيا.

وعلى بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمالي ميدان تيانانمين يخفي مبنى غير جذاب وراءه نشاطا مستمرا يبدأ من ساعة مبكرة في الصباح وينتهي في وقت متأخر من الليل. تضم مدرسة شيشاهاي للرياضة 550 طالبا تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و16 عاما وهي واحدة من نحو ثلاثة آلاف مدرسة رياضية منتشرة في شتى أنحاء البلاد التي يقطنها 1,3 مليار نسمة أي خمس سكان العالم والتي تعتزم الآن أن تصبح القوى الرياضية الكبرى المقبلة في العالم.

وجرت الإشادة باولمبياد 2004 التي أقيمت في الدولة التي نظمت بها دورات الألعاب الاولمبية القديمة والتي أحيت دورات الألعاب الحديثة لعدة أسباب. أما الصين فكانت أكثر السعداء بدورة ألعاب أثينا فقد احتلت المركز الثاني في جدول الميداليات وراء الولايات المتحدة.

والصين من المشاركين الجدد في الحركة الاولمبية ففي دورة ألعاب لوس انجليس العام 1932 شاركت الصين بعداء واحد فقط وفي دورة الألعاب الاولمبية في هلسنكي العام 1952 وصلت البعثة من الوطن الأم التي تمثل جمهورية الصين الشعبية الجديدة قبل خمسة أيام من حفل الختام ما سمح بمشاركة سباح واحد فقط في الاولمبياد.

ثم جاءت أعوام طويلة من العزلة إذ اعترفت اللجنة الاولمبية الدولية بفرق من تايوان كممثل رسمي للصين قبل أن تتغير الأجواء السياسية، وشارك فريق من الصين في دورة الألعاب الاولمبية في لوس انجليس العام 1984.

وللمرة الثانية تمثل لوس انجليس نقطة تقدم للصين في الرياضة الدولية في دورة ألعاب أضعفتها مقاطعة الكتلة السوفياتية.

وكانت أول ميدالية اولمبية تفوز بها الصين هي ذهبية منافسات الرماية بالمسدس من الوضع الحر في اولمبياد لوس انجليس والتي حصل عليها شو هاي فينغ. وقدم له الميدالية رئيس اللجنة الاولمبية آنذاك خوان انطونيو سامارانش. وحصلت الصين على إجمالي 15 ذهبية في هذه الألعاب لتحصل على المركز الرابع في جدول الميداليات.

وكان التقدم ثابتا وفي اولمبياد أتلانتا العام 1996 ومع مشاركة بعثات رياضية من كل أنحاء العالم حصلت الصين على المركز الرابع في جدول الميداليات. وفي سيدني بعد ذلك بأربعة أعوام حصلت على المركز الثالث. وفي أثينا حصلت على 32 ميدالية ذهبية بفارق ثلاث ذهبيات فقط عن الولايات المتحدة التي تصدرت جدول الميداليات تليها الصين في المركز الثاني. وأعربت الصين عن سعادة غامرة بما حققه رياضيوها في أثينا.

وقال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روج «أداء الصين في هذه الألعاب (اولمبياد أثينا) يجعلني اعتبره نوبة استيقاظ للقارة الآسيوية».

ومن أبطال الصين في أثينا ليو شيانغ بطل منافسات قفز الحواجز الذي أصبح أول صيني يفوز بميدالية ذهبية في منافسات المضمار والميدان.

وقال ليو «أثبت فوزي أن لاعبي القوى أصحاب البشرة الصفراء قادرون على العدو بسرعة مثلهم مثل أصحاب البشرتين السوداء والبيضاء. هذه معجزة ولكني أعتقد أن المزيد من المعجزات ستتحقق في الصين». ولا يؤمن رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك المولد بالمعجزات، اذ قال «الناس يقولون إن الآسيويين لا يمكنهم العدو. هذا خطأ طبعاً. ثلثا سكان العالم في آسيا عندما يكونون منظمين ومستعدين يصعب التغلب عليهم. الصين تعلم أن أهم رياضة في دورة الألعاب الاولمبية هي ألعاب القوى وهم يخططون لها. الصين ليست دولة ولكنها قارة».

والرياضة في الصين لها تاريخ طويل ومتنوع على عكس دول أخرى في العالم. ويحتوي متحف الرياضة الصيني في الجزء الجنوبي الشرقي من المركز الاولمبي القومي على ست صالات عرض تضم ثقافة خمسة آلاف عام من الرياضة من 56 جماعة عرقية.

ومنذ عقد كان الصينيون منافسين بارزين في مجموعة قليلة من الرياضات وخصوصا في الجمباز وتنس الطاولة والغطس ورفع الأثقال. وفي أثينا امتد نجاح الصينيين ونافسوا في كل الرياضات باستثناء الفروسية والبيسبول. والخطة هي المنافسة في كل الرياضات الاولمبية ومجموعها 28 لعبة تتنافس عليها الفرق المشاركة في اولمبياد 2008.

وقال مدير الإدارة العامة للرياضة في البلاد يوان ويمين «الصين ليست قوة رياضية بعد. ويرجح ذلك إلى أنه على عكس بعض الدول مثل استراليا إذ الرياضة جزء أساسي من حياة السكان فان نحو 30 في المئة فقط من السكان في الصين يشاركون بشكل منتظم في الأنشطة الرياضية».

وكتب أستاذ الأعمال بجامعة سوفولك في بوسطن جون لي في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون»: «قد يرجع البعض نجاح الصين الاولمبي لقوتها الاقتصادية المتنامية النابعة من التحرر الاقتصادي الكبير الذي تطبقه الحكومة منذ الثمانينات». ومع احتفال الصين بنجاح بعثتها الاولمبية في أثينا بدأ في الوقت نفسه الإعداد لاولمبياد العام 2008. وأطلق على الاستاد الوطني الذي يسع مئة ألف متفرج اسم «عش العصفورة» لتكوينه المصنوع من عوارض معدنية. وصمم مركز السباحة الوطني الذي يسع 17 ألف متفرج على شكل مكعب ثلج. وعلق روج قائلا «لأول مرة في تاريخي الاولمبي أجد نفسي مضطرا لكي أطلب من المدينة المنظمة الإبطاء من سرعتها»

العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً