سماح إيران لنائب الرئيس العراقي إبراهيم الجعفري، الذي يزورها حاليا، بمخاطبة اجتماع وزراء داخلية الدول المجاورة للعراق الذي ينعقد في العاصمة الإيرانية طهران يعد بادرة حسن نية تجاه حكومة بغداد التي درجت على توجيه الاتهامات لحكومة إيران بالسماح للمقاتلين الأجانب بعبور أراضيها لداخل العراق للمشاركة في «أعمال إرهابية».
وأعرب الجعفري في كلمة أمام المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه وسبقته اجتماعات مماثلة لوزراء خارجية دول الجوار، عن أمله في أن تتخذ تلك الدول مزيدا من الإجراءات لفرض السيطرة على حدودها مع العراق. وقال إن العراق بحاجة لتعاونهم المباشر والمخلص من أجل تحقيق السلام والاستقرار
وكان الجعفري الذي التقى أثناء وجوده في إيران بالرئيس محمد خاتمي، أعرب عن اعتقاده بأنه يتعين على طهران عمل المزيد لتأمين حدودها الطويلة مع العراق لمنع دخول المسلحين الأجانب إلى أراضيه. ودعا إلى توقيع اتفاق للتعاون الأمني بين البلدين كخطوة تعد متابعة لما تم توقيعه مع سورية في وقت سابق.
وجاء الرد الإيراني على لسان وزير الداخلية، عبدالواحد موسوي لاري، الذي أبدى استعداد بلاده لتعزيز قواتها المرابطة على الحدود وندد بجميع أعمال العنف في العراق، التي قال إنها تساعد على إطالة وجود القوات الأجنبية. وينسجم ذلك مع ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في مؤتمر شرم الشيخ الدولي بشأن العراق الذي انعقد أخيرا.
كلمات هادئة ومتزنة بعيدة عن أجواء المشاحنات وإطلاق التصريحات غير المسئولة، الأمر الذي يؤكد أن العلاقات بين الدول لو تركت للدبلوماسية الهادئة لأثمرت خيرا. وينبغي لإكمال هذا الجهد أن تتم زيارة الرئيس العراقي غازي الياور لطهران لتتوج تطبيع العلاقات بين البلدين لما فيه خير الشعبين والمنطقة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ