بعض نوابنا يحاولون أن يوهمونا بأن نقدهم أو نقد أي أحدٍ من طاقم برلماننا البحريني يعد من الكبائر العظام، وان هذا النقد سيكون بمثابة أكل التفاحة التي ستخرجنا من جنة الوطنية، ويحاولون جاهدين ان يصبغوا على بعضهم أو بعض «أمراء الديمقراطية» داخل البرلمان سمة أنه لا يحق لأحدٍ ان يناقشهم، فقد عُرفوا «بالطيبة» و«العطاء المادي الممتد» و«الاحسان» و«البر»... وهكذا وبين عشية وضحاها يتحول البرلمان الى جمعيات و مبرات خيرية تتلقف صدقات المحسنين من كلام حريري هنا وفيوضات تعبيرية ناعمة هناك.
يا سادة يا أفاضل، ما دمتم وضعتم انفسكم تحت هذه القبة فلا يحق لأي أحدٍ منكم ان يرفض النقد الديمقراطي له أو لأصحابه. لقد قلتم لنا ان هذه الدورة البرلمانية ستكون دورة المفاجآت وقد كانت فعلا «مفاجآت» زادتنا احباطا. كان بودنا لو تتكلمون عما يجري في وزارة الصحة من نقص للأدوية وما تعانيه بعض مراكزنا من اهمال من قبل الوزارة تماما كمركز البديع الصحي أو مركز جدحفص... هل تصدقون أن سريراً لسحب الدم وشراء كمبيوتر للمختبر أو توسعة صغيرة له قد ترهق موازنة الصحة حفظها الله!
طبعا لن أتكلم عن المواعيد ما بين مركز جدحفص للولادة ومجمع السلمانية، فقبل اسبوع تحولت انا وزوجتي الى كرتي قدم... نعطى موعدا من جدحفص لنذهب للسلمانية واذا بنا نفاجأ بأن الموعد كان خطأ وهكذا دواليك.
أما عن الحلقة الاضعف من عمال الصيانة وقسم الطبخ في السلمانية فمازلنا نسأل عنهم، ونتمنى ألا يكون حظهم كحظ موظفي قسم الصيانة في وزارة التربية. فالضغط زاد على الطنجرة والله الساتر. كانت لي حكاية اخرى عن حرس المدارس فهم الآخرون قبل أشهر يسألون عن استحقاقاتهم، ولا أعلم ما ان كان حظهم سيكون كحظ الكتب الدراسية المتهالكة الطباعة أم لا؟
بعض القراء مازال يرسل لي أسئلة عن وزارة الكهرباء، فقلت له بقيت عندي رسالتان مكتنزتان بالأسئلة اريد ان ارسلهما أولاهما: ماذا عن تقرير الشركة التي تابعت موضوع ازمة الكهرباء، ومع احترامي للشركات فإن واقعنا العربي يذكرني بشركات المحاسبة التي تدقق على وزاراتنا، فكثير منها تعطي تقارير جميلة على طريقة «ما يطلبه المشاهدون» حتى تضمن تجديد العقد. هذا في الدول العربية، أما بالنسبة لنا في البحرين فلا علم لي والله الساتر على عباده. أقول للنواب: هل فتحتم تحقيقا عن الكهرباء، عن التوظيف، عن البعثات، عن الترقيات، عن تقرير ديوان الرقابة المالية؟ يا أفاضل: دعوا الانفعالات المصطنعة لدى بعض نوابنا «السوبرمانيين»... البعض يبحث عن البصلة ولكنه يتعمد نسيان البيدر! ألم يقل المتنبي:
فغايةُ الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمةً ضحكت من جهلها الأممُ
أما عن موظفي السجل السكاني وأزمة النوبات فهذه اشكالية كبرى، وكان الله في عون موظفينا الاعزاء. كانت هناك مشكلة يتعرض لها بعض الموظفين من قبل بعض مسئوليهم الذين يملون عليهم شروط الخيار بما تريده الإدارة والا سيعاقبون... بعضها يتعلق بأمور تتعلق بنظام النوبات، هل تريدون التفاصيل؟ أنا لن أقول إنه تهديد، ولكن دعونا نبحث أكثر عن هؤلاء.
هل تتذكرون اني كتبت سابقا عن الضغط النفسي الذي يعانيه بعض الموظفين في مؤسساتنا؟ هل سمعتم عن سيارة الاسعاف التي جيء بها لاحدى الموظفات التي عانت من ضغط مسئولها. هل ستكررون الملف؟
أنا في طور الانتهاء منه... لن أكتب عنه في الصحافة ولكن سأقوم بايصاله وبالاسماء الى بعض من يهمهم الامر، وذلك لكي لا تقول الحكومة اننا لم نوصل إليها الالام التي يعاني منها الموظفون جراء تسلط بعض المسئولين.
أعرف ان الألم كبير ولكن اعتقد ان حرية الصحافة يجب ان تكون بوابتنا لايصال آلام المواطنين عبرها للمسئولين، ولو من باب إلقاء الحجة
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 818 - الأربعاء 01 ديسمبر 2004م الموافق 18 شوال 1425هـ