في خطوة بدت جديدة انضمت صحيفة «الثورة» الرسمية الى شقيقتها «تشرين» لنشر مقالات انتقادية، إذ نشرت 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مقال الصحافي السوري علي جمالو «لن يحرج رئيس التحرير!» ناقش فيها بعضاً من ردود الفعل على البيان الذي نشره الكاتب نبيل فياض بشأن المعاملة التي لقيها من الأجهزة الأمنية ابان فترة اعتقاله، وقد اثار البيان سخرية مرّة وتهكماً من جانب الصحافي حكم البابا في مقال نشره في صحيفة «تشرين» بعد موافقة مباشرة من وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله.
وقال جمالو في مقاله، ان مبادرة وزير الإعلام تستحق الاهتمام فعلاً، وتؤشر الى «أن ذهنية جديدة وصلت أخيراً الى الطابق العاشر في وزارة الإعلام وتريد لهذا الإعلام أن ينهض ويتحمّل مسئولياته». واضاف «مرّ زمن طويل منذ أن اختار الإعلام السوري وظيفة (المزاود) فأفاض بالإنشاء وغرق في مفردات تشبه الطبول تزعج الأذن ولا تصل إلى العقل»، وقال «آن الأوان ليلعب (الاعلام) دور الصادق الذي يجاهر بقول الحقيقة من موقع الحريص الغيور على المصالح العليا للبلاد من غير خوف أو وجل».
وكانت صحيفة «تشرين» السورية، فتحت الباب امام ردود فعل الكتاب على مقال حكم البابا، فكان تعقيب نبيل فياض الذي حاول ان يكون هادئاً في رده من حيث تأكيده على التعامل الايجابي الذي حظي به من جانب رجال الأمن خلال فترة اعتقاله باعتباره «امراً طبيعيا»، فيما استغل آخرون مقال البابا لشن هجوم عليه، ومد مساحة الهجوم الى مثقفين معارضين على نحو ما ذهب الطبيب فايز العمر بعنوان «فضيحة المعارض جزء من فضائح المعارضين» في صحيفة «تشرين» 27 الشهر الجاري، واعادت نشرة «كلنا شركاء» الالكترونية نشره.
وقال العمر في مقاله، ان رد حكم البابا على بيان نبيل فياض بسخرية «ترتد عليه بقوة لأنه تحدث عن رحلته ورعبه من المخابرات السورية في وقت يكتب فيه من سورية ولا تقترب منه أجهزة الأمن من قريب أو من بعيد، فهل هنالك فضيحة أكثر من هذه». ووصف العمر مقال البابا بانها «كانت أجدر بالمنع لأنها تتجاوز كل حدود الأدب»، و«تستحق رفع دعوى قضائية بتهمة القدح والذم ونشر الأخبار الكاذبة والمسيئة للدولة».
ووسع العمر حدود هجومه على البابا، ليشمل مثقفين وكتابا آخرين، فقال «ولن يكون حال حكم البابا مخالفاً لحال الشتّامة من أمثاله من المعارضين الذين عرفنا نشر غسيلهم لبعضهم على النشرات الإلكترونية من أمثال مساجلات عبدالرزاق عيد وميشيل كيلو حديثاً ومساجلات الأول مع جمال باروت قديماً»، وخلص العمر الى قول: «تغيرت السلطة وتغير رجالات المخابرات، ولكن مثقفينا وأشباههم لم يتغيروا: موتورون حاقدون استعراضيون مدمرون للآخرين ولأوطانهم باسم حرية زائفة هي الفوضى بكل المقاييس»
العدد 817 - الثلثاء 30 نوفمبر 2004م الموافق 17 شوال 1425هـ