شهدت الساحة العربية خلال اليومين الماضيين تحركات وتصريحات مفاجئة فيما يتعلق باستعداد سورية للدخول في مفاوضات سلام «غير مشروط» مع «إسرائيل». وعقدت أمس في شرم الشيخ قمة مصرية - سورية بين الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية ماجد عبدالفتاح قبل يومين أن مصر على استعداد للقيام بوساطة بين سورية و«إسرائيل» مؤكداً أن سورية «غير متمسكة بوديعة رابين ولا بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات السابقة»، داعياً «إسرائيل» إلى أن «تحذو حذوها»، مشيراً إلى أن الوفد المصري الذي سيزور «إسرائيل» اليوم سيطلب من الدولة العبرية أن تستجيب «من دون شروط مسبقة» للعرض السوري باستئناف المفاوضات. وأضاف «لم يطلب الرئيس بشار من مصر القيام بدور محدد ولكن المفاوضات بين (إسرائيل) وسورية واردة في خريطة الطريق». كما أكد أن سورية تبحث اتخاذ «إجراءات أخرى» تطبيقاً لقرار مجلس الأمن رقم 1559 بخصوص لبنان. وكان عبدالفتاح يلمح على ما يبدو إلى احتمال قيام دمشق بعملية إعادة انتشار جديدة لقواتها في لبنان.
ما الذي حدث فجأة فجعل الموقف السوري متحركاً بهذه السرعة؟ هل فعلاً قدمت سورية تنازلات أم هو مجرد استعداد للتحرك السياسي للتخلص من الضغط الأميركي عليها؟ هل ستكون زيارة الوفد المصري للأراضي المحتلة بداية تحرك عملي لمناقشة إمكان إحلال سلام حقيقي مع الكيان الصهيوني والذي شريطته الانسحاب من هضبة الجولان؟ وهل ستسحب سورية قواتها الموجودة في لبنان في فترة أسرع من المتفق عليها مع الحكومة اللبنانية؟ القدرة على «اللعب السياسي» مهمة جداً ولكن شريطة ألا نفرط في حقوقنا وألا نخسر أكثر
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 817 - الثلثاء 30 نوفمبر 2004م الموافق 17 شوال 1425هـ