تحتفل جمعية سيدات الأعمال البحرينية بمرور عشر سنوات على تأسيسها، وتعقد الجمعية بهذه المناسبة منتدى خاصاً يناقش موضوعاً شيقاً وشائكاً في آن هو «الشبكات الاجتماعية الإلكترونية». سيدات طليعيات تقاطرن من الأردن ولبنان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، واستضافتهن المرأة البحرينية كي يتحلقن اليوم ويبحثن في العمق مدى قدرة هذه «الشبكات على تعزيز دور المرأة في الأعمال، اجتماعية كانت أم تجارية.
قد تبدو الصدفة وحدها هي التي جعلت جمعية سيدات العمال البحرينية تختار هذا الموضوع لهذا المنتدى، لكن الحقائق تقول خلاف ذلك وتدفعنا إلى الاعتقاد بأن قرار الجمعية هذا إنما جاء استجابة، وبشكل واع للتطورات التي رافقت التحول الديمغرافي للإنترنت، وعلى وجه الخصوص في مجال الشبكات الاجتماعية. فقد كشفت دراسة ميدانية أجريت على عينة من 19 موقعاً تمثل الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوك (Facebook)، وماي سبيس (MySpace)، وتويتر (Twitter) عن أن 84 في المئة (16 من أصل 19 اختارتها الشركة التي قامت بالمسح بعناية فائقة) من هذه المواقع تؤمها أغلبية نسائية، وتقترب نسبتا تويتر (59 في المئة) وفيس بوك (57 في المئة) من بعضهما البعض في حين تتصدر نسبة زوار شبكة بيبو (Bebo) الاجتماعية الصفوف حيث يبلغ زوارها من النساء 66 في المئة مقارنة مع الرجال، وتبلغ نسبة كل من ماي سبيس وكلاس ميت Classmates نحو 64 في المئة.
الأمر ذاته ينطبق على الشبكات الاجتماعية على الهواتف الجوالة، وهي نقلة نوعية في أشكال الشبكات وطبيعة الخدمات التي توفرها، فوفقاً لإحصاءات نشرتها شركة «نيلسن» (Nielsen)، تشكل النساء ما يربو على 55 في المئة، في حين لا يشكل الرجال ما يزيد على 45 في المئة.
ومن الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أن ازدهار بوابات الشبكات الاجتماعية ترافق مع ظهور الجيل الثاني من الويب ( Web 2.0) الذي يقوم أساساً على فتح المجال أمام الزوار كي يقيموا مجتمعهم الخاص بهم الذي يوفر لهم الخدمات المشتركة التي يبحثون عنها، أو يمكنهم من بناء الشبكات الاجتماعية التخيلية التي يحتاجونها. يقوم بعملية البناء هذه زوار الشبكة أنفسهم حيث يتبادلون المعلومات فيما بينهم، ويتشاركون في معالجتها وتطويرها، على حد سواء. وتكتفي إدارة الشبكة المعنية هنا بتوفير الدعم التقني الذي تحتاجه المنصة الإلكترونية الحاضنة للشبكة، والقيام بالمهام الإدارية التي تضمن سير أعمال الشبكة وعدم اختراقها.
وينبغي هنا التمييز بين هذه الشبكات الاجتماعية من أمثال «فيس بوك» و «ماي سبيس» وبين محركات البحث من أمثال «غوغل» أو ياهو رغم اشتراكهما في نموذجهم التجاري (Business Model)، إذ يعتمد كلاهما على الإعلان الإلكتروني كمصدر رئيسي للدخل، لكنهما تختلفان من حيث المداخل التي تحفز المعلنين على اختيار الموقع الذي ينشرون عليه إعلاناتهم. ففي الشبكات الاجتماعية، بخلاف محركات البحث، تصبح العلاقة بين الزوار مباشرة، ولا تحتاج إلى وسيط.
مسألة مهمة تميز مواقع الشبكات على سواها من المواقع الأخرى، إذ تقول إحصاءات نشرتها «غوغل» عن تلك المواقع، تتعلق بأعمار الزوار إذ يشكل ما يزيد على 67 في المئة منهم أولئك الذين تقل أعمارهم عن 44 سنة، يشكل 80 في المئة منهم زوار تقل أعمارهم عن 35 سنة. والأمر شبيه، إلى حد بعيد، بالنسبة إلى الشبكات الاجتماعية على الهواتف الجوالة حيث يحتفظ الشباب بحصة الأسد فيها، إذ يشكل الشباب ممن تتراوج أعمارهم بين 5 و34 نحو 34 في المئة من مستخدمي تلك الشبكات، في حين يشكل من تتراوح أعمالهم بين 18 و34 ما يربو على 50 في المئة من عدد المستخدمين.
الملفت للنظر هو عدد الساعات التي يقضيها الزائر متجولاً بين صفحات تلك المواقع، فعلى الرغم من ادعاء المصادر الأميركية، أن المواطن الأميركي يقضي 9 ساعات يومياً كزائر على الإنترنت، لكن مؤسسة نيلسن (Neilsen)، تخالف ذلك وتضع الأستراليين في المقدمة حيث يمضي المواطن الأسترالي 8 ساعات يومياً، يليه البريطاني بنحو 7 ساعات ويأتي الإيطالي ثالثاً بنحو 6.25 ساعة يومياً. الغريب هو عدد الساعات التي يقضيها الياباني، والتي لا تصل إلى أربع ساعات تضع الياباني في ذيل قائمة العشرة الأوائل عالمياً من حيث عدد ساعات الاستخدام.
بقيت قضية لا بد من التوقف عندها وهي عدد سكان هذه المواقع الذين بلغوا في شبكة مثل الفيس بوك إلى نحو 400 مليون، يتجاوزون في ذلك عدد سكان الولايات المتحدة، محتلة بذلك النمو المركز الثالث بعد الصين والهند. وقد تحقق ذلك في فترة قياسية نسبياً لم تتجاوز العشر سنوات.
كل ذلك لا ينبغي أن يعني أن هذه الشبكات لا تعاني من بعض المشكلات ولا تواجه العديد من التحديات، لعل أهمها وأكثرها حضوراً هو محاولة البعض من زوارها استغلال صغر سن من يؤمونها والذين تصل نسبة من لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة نحو 19 في المئة في أعمال مشينة مثل استدراجهم إلى أماكن نائية وممارسة أفعال فاحشة بهم، تصل أحياناً إلى الأغتيال بعد التشنيع بهم.
لاشك أن المنتدى الخاص بمرور عشر سنوات على تأسيس جمعية سيدات الأعمال البحرينية يأتي كي يضيف إضافة نوعية لإنجازات هذه الجمعية التي نتمنى لها المزيد من النجاحات والتقدم في مشروعاتها الهادفة.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ
هل هناك مواصفات ومقاييس لسيدات المجتمع ؟؟
طالعتنا الصحافة اليوم بإحالة سيدة إلى النيابة العامة بعدما كانت تشغل منصب هام ... وبعد أن سلطت عليها الأضواء لفترة من الزمن وفجأة تكشف لنا الملفات عن قضية مهوله ... طيب كيف يمكن المحافظة على ثقة الناس في تلك الشاكلة وأين هي البقية التي تنتظر دورها في تلك الساحة الهامة وهي ساحة العدالة
هناك سيدات وضعوا بصماتهم في المجتمع .... ولكن
مثلما تركت بعض من سيدات المجتمع بصماتهن في المجتمع .... هناك بعض من السيدات إرتكبن الجرائم ولقد طالعتنا صحيفة الوسط عن جرائم أرتكبت بأيدي نسائية من سرقة وغش وتزويد وتدليس وسرقة للأموال وسرقة جهود الناس .. ونتمنى من سيدات المجتمع أن تضف لجنة توعوية عن تلك الجرائم التي تعصف بالمجتمع والمحافظة على الصرح البنائي التقدمي