في هذا المقال نحاول الإجابة على السؤال المذكور أعلاه، هل هناك حرب خفية بين الدولتين الأعظم في العالم اليوم؟

في العام 1917 م قاد البلاشفة الثورة الروسية بقيادة لينين ضد القياصرة الذين كانوا يحكمون تلك الامبراطورية الشاسعة المساحة المترامية الأطراف بنوع من الترف العائلي المتخلف، حيث أقدم آخر قيصر ببيع مقاطعة الاسكا إلى الولايات المتحدة الأميركية مقابل 7 ملايين دولار فقط، وهي اليوم تعد من أكبر مناطق إنتاج النفط الأميركي، وللعلم فإن روسيا الحالية التي يدور الجزء الأول من حديثنا عنها تبلغ مساحتها نحو (17 مليون كيلومتر مربع) وهي لها حدود برية وبحرية مع الجزر اليابانية عبر جزر الكوريل ولها حدود مع الولايات المتحدة عبر مضيق برنيغ ولها حدود مع الجمهورية التركية عبر البحر الأسود ومع جمهورية إيران الإسلامية عبر بحر الخزر ولها حدود مع جمهورية ألمانيا، ولها حدود مع جمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وهي الدولة الوحيدة في العالم (أي روسيا الاتحادية) التي تجد بها الليل والنهار في نفس اليوم وبهذا فهي تستفيد من هذه الميزة عبر نقل الكهرباء عن طريق خطوط نقل الكهرباء من الجزء الشمالي إذا كان الوقت نهاراً وتنقله إلى الجزء الشرقي عند تبدل دورة الليل والنهار.

قامت الثورة بعد الانتصار على قوات القياصرة بتحويل تلك الامبراطورية إلى جمهورية اشتراكية عظمى لديها جيوش جبارة يفوق تعدادها الـ 3 ملايين جندي وبعدها في العام 1924 قام الروس بضم الكثير من الدول الإسلامية وألحقوها بهم وسميت بعد ذلك بالاتحاد السوفياتي أو اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية (UNION OF SOVIET SOCIALISTS REPUBLICS) وقاموا بعملية ضخمة من التحديث في كل نواحي الحياة العامة والخاصة والتصنيع العسكري الهائل وتغير نمط حياة المواطنين الروس وغيرهم من المنظمين في هذا الاتحاد الاشتراكي العظيم، من نظام الحياة المعتمدة على الزراعة إلى الصناعة وخلقوا ما سمي حينها بالمزارع الجماعية (الكبيوت)، حيث يتم الزراعة فيها بشكلٍ جماعي ويحصل المزارع والفلاح والصناعي على بطاقة تموينية تؤهله الحصول على احتياجاته الحياتية الأساسية من مراكز التموين الحكومية.

في العام 1939م وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية بقيادة مستشار ألمانيا أدولف هتلر، حيث هاجمت جحافل جيوشه أراضي الاتحاد السوفياتي وذلك بعد بضعة أيام من توقيع الزعيم السوفياتي آنذاك جوزيف ستالين مع زعيم الرايخ الألماني هتلر اتفاق عدم اعتداء، لذلك قامت الجيوش الألمانية وبشكلٍ مفاجئ بالهجوم الكاسح على موسكو عاصمة الاتحاد السوفياتي وحاصرتها لمدة (100) يوم ولم تسقط موسكو وحدثت معركة شرسة بين الجيش الألماني والجيش الأحمر السوفياتي في منطقة لينينغراد بعدها وبسبب المقاومة العنيفة والمميتة التي أبداها الجيش والشعب السوفياتي بقيادة جوزيف ستالين، وبسبب الثلوج وأسباب أخرى انهزمت الجيوش الألمانية وتقهقرت إلى أراضي الرايخ ودخل الجيش الأحمر السوفياتي أراضي ألمانيا واستولى على النصف الشرقي من ألمانيا وبعد فترة وجيزة أعلنها جمهورية مستقلة تحت اسم جمهورية ألمانيا الشرقية الديمقراطية الاشتراكية بقيادة إريك هونيكر، وعمل الروس جدار برلين الذي قسم الشعب الألماني إلى شرقي يتبع الاتحاد السوفياتي وغربي يتبع الأميركان والحلف الغربي، فيما قامت القوات الغربية بقيادة الولايات المتحدة بالدخول من الجانب الغربي واستولتا على الجزء الغربي من ألمانيا، وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها في أوروبا واستسلمت ألمانيا وانتحر هتلر وعشيقته إيفا براون خاضت الولايات المتحدة الحرب ضد الإمبراطورية اليابانية في الشرق، التي وحسب ما تقول المصادر الغربية أعتدت طائراتها على مينا بيرل هاربر الأميركي، حيث دمرت الكثير من السفن الراسية فيه وكذلك دمرت المقاتلات العسكرية الأميركية الموجودة في القاعدة القريبة منه، عندها أعلن الرئيس الأميركي روزفلت بدء الحرب على الامبراطورية اليابانية وحيث قامت القوات الأميركية بإسقاط قنبلة نووية على مدينة هيروشيما، ولم توقف اليابان الحرب وواصلت الجيوش اليابانية الزحف والاستيلاء على المستعمرات الأميركية في المنطقة الواحدة تلو الأخرى مثل جزر الفلبين وهاواي وديجو قارسيا وغيرها. بعدها قامت القوات الأميركية بإسقاط قنبلة نووية أخرى على مدينة ناجازاكي، وأسفر القصف النووي الأميركي على هاتين المدينتين اليابانيتين عن سقوط نحو 140 ألف قتيل في مدينة هيروشيما، ونحو 70 ألف قتيل في مدينة ناجازاكي، وهنا أمر الامبراطور الياباني هيروهيتو قادة جيوشه بوقف الحرب، حيث وافق على توقيع اتفاقية استسلام مذلة على متن حاملة الطائرات الأميركية أمام القائد الأميركي المنتصر مكار ثر، وبعدها بدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي المنتصرين في هذه الحرب الكونية الثانية بتقاسم العالم، دع عنك الدول الأخرى التي كانت معهما مثل فرنسا وبريطانيا فهما تابعين للولايات المتحدة الأميركية.