مَنْ تابع مجريات انتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين التي انتهت يوم الخميس الماضي وما أسفرت عنه من هيمنة قائمتين انتخابيتين تتبعان جمعيتين سياسيتين على نتائج هذه الانتخابات لابد وأن يلاحظ أن الاصطفاف الطائفي كان هو الحكم في خيارات طلبة الجامعة.
هذه الانتخابات أسفرت عن فوز مرشحي «جمعية الأصالة» بـ 6 مقاعد، و5 مقاعد لقائمة «الطالب أولاً» التابعة لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وذلك ما يشكل 11 مقعداً هي جميع المقاعد المخصصة لأعضاء مجلس الطلبة عن طريق الانتخاب الحر المباشر فيما تسيطر جمعية بعينها على المقاعد الـ 8 الأخرى المخصصة للأندية والجمعيات الطلابية.
وللأسف فإن هذه النتائج تنبئ عن ما ستفرزه الانتخابات النيابية والبلدية المقبلة بعد عدة أشهر.
من المفترض أن يكون طلبة الجامعات هم أساس التغيير في المجتمع وقد لعب طلبة البحرين في السابق هذا الدور من خلال الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج الذي تأسس في 25 من فبراير/ شباط من العام 1972 وظل يلعب هذا الدور حتى العام 1988 عندما تحول الكم الطلابي إلى داخل البحرين بعد أن كان معظم الطلبة الجامعيين يدرسون في الخارج.
لم يكن أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج - وقد شكلوا فروعاً في الكويت والقاهرة والإسكندرية ودمشق وبغداد وبونا ولندن وأميركا وموسكو وغيرها من المدن التي كان يتواجد فيها الطلبة البحرينيون - ينتمون إلى طوائفهم بقدر ما كانوا ينتمون إلى وطنهم ويحملون همه, ولذلك كانوا نواة للحركة الديمقراطية والتقدمية والتغيير للأفضل.
الكثير من الزيجات المختلطة بين الطائفتين الكريمتين والكثير من الصداقات الحميمة بين الطلبة بغض النظر عن جزئية «المذهب» كانت نتيجة الزمالة على مقاعد الدراسة في تلك الفترة بعكس ما هو حاصل الآن, من تخندق كل طرف بجماعته رغم الإمكانات التي يتيحها التواجد في الفصول الدراسية والاشتراك في الأنشطة الطلابية من خلق علاقات زمالة وصداقة.
مَنْ عايش تلك الفترة الجميلة والصعبة من تاريخ الحركة الطلابية لابد وأن يقارن بين ما كان عليه طلبتنا الجامعيون في السابق وما وصل إليه أبناؤهم اليوم.
إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"العدد 2811 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ