في الوقت الذي تنظم فيه الجهات الحكومية مشكورة مسابقات لدعم المحتوى الإلكتروني للمؤسسات الصحافية والمصرفية وغيرها، في خطوة تواكب العصر بعالم الإعلام وأدواته الحديثة نجدها في تصرف آخر تقوم بغلق المواقع الإلكترونية الذي طال مؤخرا وصلات محددة على الـ «فيس البوك».
المبادرات الرسمية في تحفيز وتطوير المحتوى الإلكتروني في مختلف المجالات، بلا شك تُعَدُّ عاملا إيجابيا في تطوير الإعلام الالكتروني، لكنه أيضا يناقض واقعا آخر نعيشه منذ يناير/ كانون الثاني الماضي وحتى اليوم من خلال غلق مواقع الكترونية، بواسطة قرارات إدارية (وليست قضائية) مفاجئة وغير مفهومة ومن دون وجود تجاوب من المعنيين في حال كان هناك استفسار عن السبب في الغلق...
وبين هذا وذاك تضيع الحسبة... بين مبادرات تساهم في بناء فضاء الكتروني نقي وآخر يمنع ويغلق، وعليه فإننا ندعو إلى تنفيذ الوعود التي أطلقتها السياسة المتعلقة بإفساح المجال للابداع في حرية التعبير المكتوب والمسوع والمرئي والالكتروني، بحسب قوانين حضارية تطبق بعدالة على الجميع دون استثناء.
إن العديد من الإجراءات التي شهدتها الساحة الإعلامية تتناقض مع التوجهات الداعمة والمشجعة لكل منتج إلكتروني مبدع، ونحن نشعر بالفخر بفوز موقع صحيفة «الوسط» الإلكتروني أمس بجائزة «محتوى الإعلام الإلكتروني لعام 2009» من خلال تقديم منتج للأخبار المحلية على مدار اليوم عبر «الوسط أون لاين»، بالإضافة إلى المنتجات الصوتية التي تشكل باقة من البرامج المختلفة المتاحة في عالم الانترنت. إلا أن إنجاح كل هذه المشاريع الإعلامية يتطلب أيضا فتح مجالات وأفق أوسع أمام حرية التعبير، فالإعلام لا يمكن له أن ينمو أو يتطور دون مساحة من الحرية قابلة للنمو والحياة، وإلا فإن المواقع ستبقى شكلا دون مضمون أو محتوى يكمل تفوقها المنشود.
نحن نأمل أن يعاد النظر في مجرى الأمور من قبل الجهات الرسمية في كيفية تسيير الأمور، ولاسيما على المستوى الإعلامي والصحافي لا جعلها أكثر تعقيدا على مستوى تطوير الأدوات الإعلامية المختلفة أو حتى على صعيد حرية التعبير.
ويكفينا أن نقول إن عالم اليوم ما عاد مثل الأمس كما هو الحال مع كل شيء في حياتنا؛ وبالتالي فإن تشجيعا من جانب ومنعا من جانب آخر في محيط الصحافة والإعلام لا ينفع وخصوصا أن دول الجوار تسبقنا أو بالأحرى تخطتنا في توفير وسائل عديدة في نقل وبث المعلومة تحت قوانين أقل تعقيدا وأكثر تسامحا وتشجيعا للإبداع.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2384 - الإثنين 16 مارس 2009م الموافق 19 ربيع الاول 1430هـ