كشف الفنان عباس الموسوي عن مشروع تخصصي للاحتفال بستين عاماً على قيام الأمم المتحدة ترعاه الأمم المتحدة وينفذه الفنان الموسوي ويحتوي على مزج بين جميع الفنون المختلفة كالموسيقى، النشيد، الرسم، السينما، التصوير والمسرح. ويكون الهدف منه ايصال رسالة للعالم تحث على السلام ونبذ الحرب.
وأوضح الموسوي قائلاً «عندما ذهبت في شهر أبريل/ نيسان من هذا العام الى الأمم المتحدة لأقدم لها مشروعاً هو عبارة عن جدارية يشارك فيها الأطفال بناء على جدارية عملت عليها في البحرين، كانت المفاجأة دعوتي لتقديم مشروع تخصصي للاحتفال بستين عاماً على قيام الأمم المتحدة. فاخترت في تصميم هذا المشروع ستين شعاعاً منطلقة من الكرة الأرضية والستون شعاعاً تلتقي فيها 192 دولة وهي الدول المساهمة في الأمم المتحدة في العالم. كذلك اخترت ستين ساعة عمل في هذا البرنامج. ونحن نطرح من خلال هذا المشروع وبالمزج بين جميع الفنون المختلفة الرسائل التي نريد ايصالها تحت شعار السلام فتكون هناك الموسيقى، النشيد، الرسم، السينما، التصوير والمسرح. ولما قدمنا المشروع لاقى الاستحسان وحين وصل الى الجهات الرسمية العليا أبدوا موافقتهم عليه. ونحن بصدد طرح موقع الكتروني لدعوة دول العالم سواء منها الأطفال أو الفنانين للمشاركة في هذا المشروع ونأمل أن يكون المشروع في صيف سبتمبر/ أيلول 2005 وينفذ في جنيف».
وكان الفنان عباس الموسوي ألقى محاضرة بالملتقى الثقافي الأهلي مساء الثلثاء 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري حرص فيها على حصر كل العلاقات التي كونها داخل البحرين وخارجها والتي توسع فيها وكانت ثمرة من ثمرات الجهد والعطاء والاخلاص والمثابرة والممارسة والتضحية في الفن والريشة. كما تحدث عن فترة تكوينه وعن مشروع الفن من أجل السلام.
فعن فترة تكوينه والقواعد التي أسست هذا التكوين قال الموسوي: «من خلال الثلاثين عاماً التي مضت ومنذ التقائي لأول مرة بالفنان أحمد باقر في دار المعلمين في العام 1974 كان الفن هو المدخل لبناء هذه العلاقة الحميمة. فالفن الذي اتخذته منحىً وطريقاً في الحياة فتح لي الباب للحصول على بعثة كان قد رشحني لها الفنان أحمد باقر وكانت أول بعثة لدراسة الفنون من وزارة التربية والتعليم فسافرت الى القاهرة وكانت الرحلة الأولى، وكان التخصص الذي اخترته هو التصميم والديكور في حين كان أحمد باقر يـأمل في أن أتخصص في الرسم والتلوين وكان الأمر مفاجئة بالنسبة إليه. اذاً فالعلاقة التي كونتها مع أحمد باقر من خلال الرسم كانت بمثابة القاعدة الأولى. أما القاعدة الثانية في تكويني الفني فكانت عائلتي، ففي العام 1979 التقيت بزوجتي وقدمت باكورة أعمال يغلب عليها الاحساس بهذه المرأة التي ستشاركني الحياة فقدمت رسائل ملونة من خلال لوحات جميلة. وكانت القاعدة الثالثة صداقتي مع علي كاظم».
وعن الشرارة الأولى التي ولدت لديه فكرة الفن من أجل السلام قال: «لقد تعرضت منطقة الخليج العربي الى مشكلات وحروب وأزمات وكانت مشكلة العراق تلقي بظلالها الكثيفة على المنطقة فوجدت نفسي تعلن الرسائل ووسيلتي كانت الفن، فكانت الشاشات والوقفات والتضحيات الخاصة وسيلتي لتسجيل موقف أدعو فيه الى السلام. فكانت اللوحات التي عملت عليها في آخر يوم أعطي للعراق قبل ضربه في 15 يناير/ كانون الثاني 1991 هو الطريق الذي اتخذته فيما بعد وهو الفن من أجل السلام. فعندما قدمت لوحة في الأربع والعشرين تلك كنت آمل أن تتغير تلك العقليات والجماجم وترجع السماء صافية ويهدأ الخليج ولكن هذا الأمل لم يتحقق وانما تحقق شيء كبير اذ أثرت اللوحة تأثيراً مباشراً في الناس ووعدتني بأن تكون هناك أعمال أخرى، فاذا كان للوحة واحدة كل هذا الـتأثير فكيف لو تعددت هذه اللوحات؟!».
وموضحاً أهمية هذا المشروع أضاف الموسوي: «لقد حملت مع أخواني من الفنانين هذه الرسالة وانطلقنا نبشر بها في العالم وحددنا ألفي يوم بعدّ تنازلي حتى العام 2000 ببرامج مختلفة متنوعة تندمج فيها الفنون ويعبر بها الأطفال تنطلق من البحرين وتمر بالوطن العربي حتى بقية دول العالم. ولماذا الأطفال؟! لأنهم المستقبل الذي يمكن أن نزرع فيه حب الخير ويمكن أن نقودهم الى الطريق الصحيح. لقد كان كل بلد أصل اليه يفتح لي أبوابه لأن أقيم مهرجانات ومعارض، ومع أنه كان من الصعوبة في السابق القيام بمعرض أو مهرجان في ملتقى أو مركز فإن برنامج الفن والسلام فتح لي أفاقاً كبيرة وفرصاً لقديم أعمال ونتاج غزير في أي مكان أصل اليه. أريد أن أقول ان هذه الأبواب التي فتحت أعطتني مجالاً رحباً لأن أنتبه الى وجود مشكلة كبيرة تهدد العالم بالفناء والدمار».
«لقد توّجنا هذه الرحلة وهي مشروع «الفن من أجل السلام» بوصولنا إلى مبنى الأمم المتحدة الذي أقمنا فيه مشروعنا بحضور ألف طفل وفنان وكانت وقفة لا تنسى من خلال تلك الصرخة العظيمة مجتمعين في وجه الحرب والدمار. لقد شاركنا فيها بكل الفنون وسجلنا أغنية بلغات ست وأنجزنا فيلماً كارتونياً عن السلام وكان يعرض لأول مرة في الأمم المتحدة وأنجزنا ألف عمل لألف طفل ومئة عمل لمئة فنان من مختلف الجنسيات وكل ذلك تم في يوم واحد وكأن مدينة جنيف حجزت شوارعها الباصات المقبلة من ايطاليا وفرنسا للمشاركة في هذا المهرجان الكبير وقد توجنا هذا المهرجان باحتفالية كبيرة في البحرين عند شجرة الحياة وبحضور ألفي طفل من كل المدارس الخاصة في البحرين فكنا في وسط البحرين عند شجرة الحياة في المكان العذري عند الشجرة التي تظلل والتي تعطي الغذاء والثمر والشجرة التي وجدناها تحت اسم الحياة والمستقبل. فتحت هذه الشجرة فرشنا أكبر لوحة للأطفال وقام الأطفال بالرسم عليها فكان لكل طفل متر مربع من حجم العمل المقام ليسجل عليه أمنياته وابداعه وكلماته في هذا العمل وقدمنا أيضاً المدارس الخاصة التي شاركت بمهرجان فني مسرحي للأطفال وهم يعلنون كلمة السلام».
وإلى ذلك ومتحدثاً عن الأثر الذي تركه هذا المشروع أوضح الموسوي «لقد حاولنا من خلال هذا المهرجان الكبير خلق جيل جديد من الأطفال تابعناهم من أول رحلة السلام منذ عشرة أعوام وحتى الآن وهذا يعني أن هذا الطفل الذي شارك في تلك الرحلة قد بلغ اليوم عشرين عاماً من عمره ولكم أن تتصوروا تأثير هذا البرنامج الذي شارك فيه في يوم من الأيام ووضع عليه بصماته. ذلك أن أحسن ما خرجت به من هذا البرنامج هو علاقاتي الحميمة التي كونتها من خلال هذا المشروع كذلك الخروج باشهار جمعية للبيئة كنت أحد مؤسسيها وكان لها حضورها الذي ساهم في حل مشكلات كثيرة تتعلق بالبيئة في البحرين وخارجها»