في حديثه الموسوم «الاعلام والاقتصاد شركاء في التنمية» الذي ألقاه في غرفة التجارة والصناعة، تناول وزير الاعلام نبيل يعقوب الحمر موضوع السياحة. وقد تناول الحمر في هذا السياق قضايا كثيرة ذات علاقة مباشرة بالسياحة، وبيّن أيضاً ذلك الترابط بين الإعلام والاقتصاد. في البدء لابد من الإشادة بمبادرة الوزير للمشاركة في ذلك اللقاء وحرصه على الاستشهاد بالأرقام ناهيك عن الشفافية التي كان يحاول ان يؤكدها في سياق المحاضرة التي ألقاها.
استوقفنا هنا ما تناقلته وسائل الاعلام من قول الوزير «ان عدد السياح القادمين الى المملكة في العام 2004 بلغ 5 ملايين سائح من بينهم 82 في المئة خليجيون... وانها ساهمت في ايجاد الكثير من فرص العمل للمواطنين، إذ استحوذ القطاع على 17 في المئة من اجمالي القوى العاملة في البحرين».
فبالنسبة إلى عدد السياح لم يعط الوزير أية مقارنة بين ذلك العدد وعدد السياح الذين زاروا دولاً خليجية مجاورة كي يتسنى لنا ان ندرك المكانة التي تحتلها سياحة البحرين مقارنة بسياحة تلك الدول، فالرقم يفقد مدلولاته ومن ثم أهميته اذا لم يوضع في سياق مقارنة مع دول أخرى مجاورة. وخصوصاً ان 82 في المئة من أولئك السياح وبحسب قول الوزير، هم من الخليجيين.
اما على صعيد عدد القادمين، فمن الطبيعي ان نسأل ما هي المعايير التي استخدمها الحمر للتمييز بين «سائح» و«قادم أو مسافر»؟ فهل اعتبر - على سبيل المثال لا الحصر - كل من عبر جسر الملك فهد سائحاً، ومن ثم اضافه الى العدد وبالتالي الى نسبة الزيادة التي اشار إليها في حديثه؟
فالكل يعرف ان ليس كل القادمين من السعودية الى البحرين، وعلى وجه الخصوص اولئك القادمون عبر جسر الملك، ينطبق عليهم تصنيف «سائح». فالبعض منهم مقيم في البحرين ويمارس عمله في السعودية، ونسبة أخرى تبعث ابناءها للدراسة في مدارس البحرين وبالتالي فلا تنطبق على هؤلاء صفة سائح، كما ان نسبة لا يستهان بها تأتي للدراسة المسائية في معاهد وجامعات البحرين وهي أيضاً ليست من فئة السياح، وبعد أن نسقط كل هؤلاء من عدد السياح بودنا ان نعرف الرقم المتبقي.
بعد ذلك ننتقل الى موضوع فرص العمل التي تركها الوزير مبهمة من دون تحديد. أي نوع من فرص العمل تلك التي تخلقها السياحة في البحرين؟ هل هي ذلك النوع من الوظائف التي تحتاج الى مهارات عالية وتولد قيمة مضافة الى الاقتصاد، ام انها من تلك الوظائف الاستاتيكية التي لا يتجاوز دورها تأمين مكافأة مالية يتلقاها من يؤديها من دون أن يكون لها دورها المطلوب في صناعة سياحية متطورة؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 815 - الأحد 28 نوفمبر 2004م الموافق 15 شوال 1425هـ