تبدأ اليوم أعمال «مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة» في العاصمة القطرية بحضور وفود وشخصيات من مختلف الدول لمناقشة تحديات الأسرة في الألفية الثالثة، ويتضمن ذلك محوراً بشأن القواعد الدينية والحقوقية للأسرة، وكما هو متوقع فستتم مناقشة موضوعات عدة، من بينها قوانين الأحوال الشخصية ودور المرأة في الحياة العامة.
المؤتمر سيجمع الكثير من الناشطات في الحقل النسوي اللاتي يشتكين من سيطرة الثقافة الذكورية «الأبوية» على كل شيء في المجتمع. وهذه وجهة نظر لها ما يدعمها لأن الرجل يعتبر نفسه مسئولا عن كل شيء في السياسية والثقافة والاقتصاد والاجتماع والأسرة، وبالتالي فإن على المرأة الانتظار لكي يقول الرجل كلمته ليحدد لها المساحة المتاحة للمرأة.
وجهة النظر هذه تنحاز اليها الكثير من الناشطات في الجمعيات النسوية، وهي وان كانت صحيحة في كثير من حوانبها فإنها ليست ذات فائدة كثيرة عند التركيز عليها. فواقع حالنا يقول إن المرأة بدأت فعلا تتقدم على الرجل في مجال التعليم (عدد البنات في الجامعة يمثل 70 في المئة من المجموع الكلي) والمرأة في مجال العمل بدأت تختط طريقها الى الأعلى، وهناك الآن الكثير من النماذج الناجحة لريادة المرأة على رغم قسوة الظروف التي تخلقها الثقافة الأبوية.
المرأة محصورة الآن ضمن أجندة ليست من صنعها، فالرجل يركز على قضايا مثل «فصل الجنسين» في الجامعة وعدم تحديد ضوابط للرجل أمام المحاكم الشرعية... الخ. ولكن المرأة تساعد الرجل على محاصرتها بدليل أنها لم تستطع ان تنجح في الانتخابات، فالمرأة ليست لها حصة في قوائم الانتخابات داخل الجمعيات السياسية وليست لها حصة الانتخابات العامة، وبالتالي فإنها تنتظر ان يتعطف الرجل عليها لكي يتحدث نيابة عنها، ويسمح لها بأن تأخذ موقعا خلفيا.
المرأة سجينة الأفكار الشعبية التي تفرض عليها ان تتزوج في سن معينة وان تتبع نهجاً محدداً وان ترضى بما قسم الله لها وان تخضع حتى لو ان الدين لم يأمرها بأن تتنازل عن حقوقها.
المرأة تواجه مختلف أنواع الضغوط، ولعل من أسوأها العنف الأسري، فلقد وجدت الباحثة بنة بوزبون ان 28 في المئة من نساء البحرين يتعرضن للضرب من ازواجهن، وهذا يعني ان تقريبا واحدة من كل ثلاث زوجات بحرينيات تتعرض للإهانة داخل منزلها.
المرأة تواجه ضغوط العولمة التي تعرض عليها مختلف أنواع وأنماط الحياة لدى المرأة في كل أنحاء العالم. وهذه العولمة ليست في الفضائيات فقط، وانما في شوارع بغداد وغيرها من بلداننا عندما نشاهد المرأة الاميركية وهي تقود فوجا عسكريا أو انها تقود سرباً من الطائرات العسكرية المزودة بأحدث أنواع التكنولوجيا. وهذه المرأة الاميركية لديها صلاحيات تفوق ما لدى غالبية رجال بلداننا.
ليس هناك ما يبرر ان تبقى المرأة أسيرة لكل الظروف المحيطة بها، فبإمكانها ان تقرر مصيرها وتعتمد على نفسها لو انها غيرت أسلوبها وطورت أنشطتها بما يتلاءم وطموحاتها.
فالمرأة البحرينية التي كانت تتصدر الخليجيات في أنشطتها النسوية أصبحت الآن عاجزة عن انجاز اتفاق فيما بينها بشأن اتحادها النسوي، ومضت الآن ثلاث سنوات على تصريحاتها المتكررة من دون أية نتائج عملية.
والمرأة التي تعجز عن توحيد صفوفها، ليس لها نصيب في دنيا السياسية
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 815 - الأحد 28 نوفمبر 2004م الموافق 15 شوال 1425هـ