أعرب كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس منظمة التحرير محمود عباس (أبومازن) استعدادهما للقاء، وقال عباس: «بعد الانتخابات سأكون مستعدا للاجتماع بشارون في أي وقت»، في حين قال شارون: «عندما يرغبون في اللقاء سنجتمع». جاء ذلك في مقابلتين منفصلتين مع مجلة «نيوزويك» الأميركية.
إلى ذلك، وصل وفد السلطة الفلسطينية الذي يضم «أبومازن»، والرئيس المؤقت للسلطة الوطنية روحي فتوح، ورئيس الوزراء أحمد قريع (أبوعلاء)، إلى عمان مساء أمس.
وأبلغت الناطق باسم الحكومة الأردنية أسمى خضر «الوسط» أن الوفد بحث مع الحكومة خطوات إعادة إحياء العملية السلمية وعودة الأطراف إلى مائدة المفاوضات (المجمدة منذ زمن) وصولا إلى الدولة الفلسطينية «المستقلة القابلة للحياة». وكان الوفد أجرى في وقت سابق محادثات في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تناولت آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والانتخابات المزمع إجراؤها في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل إضافة إلى نقل السلطة.
الأراضي المحتلة، القاهرة - محمد أبوفياض، وكالات
أجرى زعماء فلسطينيون محادثات أمس في مصر تناولت تطور الأوضاع بعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية، في وقت أدانت فيه حركة «حماس» عمليات القتل والخطف في الشارع الفلسطيني ودعت السلطة الفلسطينية إلى تحمل مسئولياتها، واستشهد طفل فلسطيني من رفح متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وشملت محادثات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبومازن) ورئيس الوزراء أحمد قريع والرئيس المؤقت للسلطة الفلسطينية روحي فتوح الاجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال أبومازن للصحافيين عقب المحادثات مع مبارك انه عرض تطورات الأوضاع الفلسطينية منذ وفاة عرفات خصوصا ما يتعلق بنقل السلطة.
وفي مؤتمر صحافي عقب المحادثات مع موسى قال أبومازن «سيتم العمل بجميع الوسائل تحت رقابة محلية ودولية من أجل أن تكون الانتخابات الفلسطينية ديمقراطية مئة في المئة» مشيرا إلى أن حركة «حماس» من حقها أن تتقدم بمرشح لانتخابات الرئاسة.
ومن جانبه، شدد قريع على ضرورة تنظيم حمل السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة في المرحلة المقبلة قائلا «بكل صراحة لدينا فوضى غير عادية بالنسبة إلى المظاهر المسلحة في كل أنحاء الوطن، الخطوة المطروحة الآن هي تنظيم حمل السلاح واستمرار عملية الحوار الوطني الفلسطيني». وأضاف «المقاومة مشروعة ما دام هناك احتلال، شكل هذه المقاومة يتحدد وفقا لطبيعة المرحلة ومتطلباتها وما تقرره القوى الوطنية والفلسطينية». من جانبه: قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ماجد عبدالفتاح إن مصر حريصة على ألا تنشأ أية خلافات بين القيادات الفلسطينية في المرحلة الحالية.
وأضاف «مصر يهمها أن تدعم عملية الانتخابات وأن تجرى هذه العملية في هدوء وسلام بما يؤكد للمجتمع الدولي التوجه الفلسطيني الثابت نحو السلام وأن هذا التوجه لا يرتبط بشخصية معينة أو فترة زمنية معينة». وقال عبدالفتاح «إن المطالب الرئيسية التي قد يحملها أبوالغيط وسليمان إلى (إسرائيل) ثابتة، وهي الالتزام بـ (خريطة الطريق) وتحسين أوضاع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وإتاحة الفرصة للمرشحين في الانتخابات لحرية الحركة ومشاركة الناخبين في القدس في العملية الانتخابية وهناك تعهد بالتزام من (إسرائيل) في هذا الصدد وبدء مباحثات سياسية جادة».
شارون وعباس مستعدان للاجتماع
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ومحمود عباس، في مقابلتين نشرتا، إنهما سيكونان مستعدين لعقد اجتماع على رغم انه ليس من المرجح إجراء مثل هذه المحادثات قبل الانتخابات الفلسطينية المقررة في التاسع من يناير/ كانون الثاني.
وقال متحدث باسم شارون إن «إسرائيل» ستحاول استخدام الاجتماع مع عباس «لانتهاز فرصة» أتاحتها وفاة عرفات ومع تحرك الفلسطينيين تجاه انعاش خطة السلام «خريطة الطريق» التي أصابها الجمود بسبب العنف.
وقال شارون لمجلة «نيوزويك» الأميركية ردا على سؤال عما إذا كان مستعدا للقاء «أبومازن»: «عندما يرغبون في اللقاء سنجتمع».
وفي مقابلة منفصلة مع المجلة قال عباس «بعد الانتخابات سأكون مستعدا للاجتماع بشارون في أي وقت». وقال عباس للصحافيين في القاهرة إذ كان يتحدث في الجامعة العربية إن عقد لقاء بينه وبين شارون «يحتاج إلى بعض الوقت لأننا الآن في بداية مرحلة عمل وتحضير، (إسرائيل) موجودة ورئيس وزرائها موجود وبالتالي لابد من اللقاءات ولكن في الوقت المناسب».
إلى ذلك، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة كل عمليات القتل والخطف التي تجرى في الأراضي الفلسطينية والتي من شأنها إشاعة الفساد في مجتمعنا المسلم، ودعت السلطة إلى تحمل مسئوليتها تجاه حالات القتل والاختطاف وتطبيق القانون.
الموازنة وتهديد شارون
وفي مقابل ذلك، على الحلبة السياسية في «إسرائيل» تسعى الحكومة إلى إنهاء المفاوضات مع كتلتي الحزبين الدينيين، يهدوت هتوراة والمفدال، بهدف كسب تأييدهما لموازنة الدولة للعام المقبل 2005 إذ أجرى ممثلون عن مكتب شارون ووزارة المالية مفاوضات مع مندوبي الحزبين الدينيين بهدف ضمان تأييدهما.
وتنوي كتل المعارضة، وخصوصا كتلة شاس وحزب العمل التصويت ضد الموازنة على خلفية نشر تقرير الفقر في «إسرائيل»، الأسبوع الماضي، والذي اظهر أن نحو 1,5 مليون إنسان في «إسرائيل» يعيشون تحت خط الفقر.
وميدانياً، قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس، إن عشر عائلات إسرائيلية انتقلت للسكن أخيرا في مستوطنة «سانور»، الواقعة في شمال الضفة الغربية وان انتقال العائلات العشر للسكن في هذه المستوطنة تم على رغم أنها إحدى المستوطنات المرشحة للإخلاء، في إطار خطة «فك الارتباط». وفي القطاع قصفت كتائب الشهيد «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» مستوطنة «عتصمونا» بخمس قذائف هاون.
وفي رفح، استشهد الطفل محمود سعيد قشطة (16 عاما)، متأثرا بجروحه التي أصيب بها قبل يومين بحروق وجروح خطيرة في اليدين والبطن، إثر انفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال.
باريس - أ ش أ
قامت «إسرائيل» باتخاذ ثلاث خطوات رسمية لدى السلطات الفرنسية من أجل التأكد من صحة الوثائق التي استندت عليها فرنسا لاستصدار شهادة وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات التي ذكرت في خانة الميلاد أن عرفات مولود في القدس في حين أن «إسرائيل» ترى أنه مولود في القاهرة. ونقل راديو «فرانس أنفو» عن دبلوماسي إسرائيلي في باريس قوله «إن (إسرائيل) بعثت بثلاثة خطابات إلى السلطات الفرنسية لمطالبتها بالتحقق من صحة الوثائق التي استندت عليها هذه السلطات لاستصدار شهادة الوفاة التي سجل عليها أن عرفات مولود في القدس»
العدد 815 - الأحد 28 نوفمبر 2004م الموافق 15 شوال 1425هـ