فاجأ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري العالم يوم الجمعة الماضي عندما أعلن أن الحكومة العراقية توافق للمرة الأولى على عقد اجتماع رسمي مع قادة المقاومة في العاصمة الأردنية عمّان لكنه لم يحدد موعداً لذلك وترك الباب مفتوحاً لكل من يريد المشاركة شرط نبذ العنف.

ووافق المسئولون العراقيون على عقد الاجتماع عقب مناشدات من عدد من الدبلوماسيين من عدة دول شاركت في المؤتمر الدولي بشأن العراق يوم الثلثاء الماضي في منتجع شرم الشيخ في مصر بالدخول في حوار مع قادة المقاومة.

ويبدو أن بغداد وافقت على هذه الخطوة مرغمة بعد أن ثبت لها حسب زعمها، الذي يشاركه فيه بالطبع المسئولون الأميركيون، أن عناصر المقاومة يتم تمويلها من قبل الموالين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذين فروا إلى الدول المجاورة قبل بدء الغزو الأميركي البريطاني للعراق في شهر مارس/ آذار العام 2003.

هذا الاجتماع إذا كتب له النجاح سيعد انقلاباً في مسار العملية السياسية والعسكرية الجارية في العراق خصوصاً وان البلاد مقبلة على انتخابات برلمانية تعد مرحلة انتقالية حقيقية لرحيل الاحتلال. عقد لقاء بين أطراف الحكومة المؤقتة وقادة المقاومة العراقية سيفتح المجال لبحث مستقبل العراق بعيدا عن المزايدات وحسم صراعات لا علاقة للشعب العراقي بها رغم أنها تدور في ساحته ويدفع ثمنها أبناء وأطفال العراق الذي عانى من سياسات حزب البعث ولايزال يعاني على رغم رحيل صدام.

نتمنى أن يكون ما أعلنه زيباري سياسة توافق عليها الحكومة وليس بالونات اختبار تروح أدراج الرياح مع مرور الأيام واقتراب ساحة الحسم