العدد 814 - السبت 27 نوفمبر 2004م الموافق 14 شوال 1425هـ

الصحافة الألمانية تطالب واشنطن بالسعي لاستعادة ثقة العرب

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

طالبت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه» ببداية سياسية جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وكتبت في افتتاحيتها الرئيسية تقول: «لقد آن الأوان لبداية جديدة في هذه المنطقة».

وجاء في الافتتاحية: «لن يبقى كولن باول طويلاً في منصبه، غير أن زيارته لـ «إسرائيل» وفلسطين لا تعتبر زيارة مبالغاً بها لأنه يفترض أن تعبر عن بداية جديدة عقب إعادة انتخاب الرئيس بوش، وقبل كل شيء بعد وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي كانت واشنطن و«إسرائيل» معاً قد عملتا على عزله ورفضتا التفاوض معه، فلم يعد هناك عائق أمام بداية جديدة ومبادرة جديدة».

ويخطط الأميركيون مع حكومة إياد علاوي لبناء عراق ديمقراطي على رغم استمرار دوامة العنف. وكما هو معروف فإن موعد الانتخابات في العراق هو 30 يناير/ كانون الثاني المقبل، ولا أحد يضمن نجاح هذه الانتخابات، ولكن هذا ممكن إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تعمل بمبادرة سياسية فعالة في فلسطين وتكسب وساطتها بين الفلسطينيين والإسرائيليين الثقة التي تحتاج إليها. ومن شأن استعادة القوة العظمى ثقة العرب أن تساعدها في العراق.

وفي «إسرائيل» صدرت تصريحات إيجابية من قبل رئيس الوزراء شارون ووزير الخارجية شالوم حيال تصريحات باول الأخيرة. وبوسع «إسرائيل» القيام بدور بارز بوصفها قوة احتلال لتحقيق وتهيئة الانفراج لقيام انتخابات فلسطينية. وهناك ما يشير إلى عزم شارون المضي في تحقيق خطة الانسحاب من غزة على رغم وجود معارضة لهذه الخطة داخل «إسرائيل». كما أن هناك ما يشير أيضاً إلى استعداد عدد من المستوطنين للمقايضة وقبول عرض مقابل موافقتهم على الرحيل عن غزة. وهناك ما يوضح أن بالوسع العمل بحملة دبلوماسية واسعة في ظل خريطة الطريق وخطة الانسحاب من غزة. لكن ماذا بالنسبة إلى المتطرفين داخل المعسكر الفلسطيني؟

كي يجري كسبهم في العملية السياسية لا ينبغي فقط اتباع الحذر العسكري تجاههم، وإنما السعي إلى إشراكهم في العملية السياسية، وأن ترضى جميع الأطراف المعنية بمن يختاره الفلسطينيون قائداً لهم.

وعن هذا الموضوع كتبت صحيفة «زود دويتشه» تقول: «عدد السيناريوهات الكارثية بشأن فلسطين بعد عرفات لم يكن قليلاً. منها ما ورد فيه أن مناطق السلطة الفلسطينية ستغرق في بحر من الفوضى، لكن ما يحصل هو العكس تماماً، فالأمور في فلسطين تسير بصورة اعتيادية. من دون عرفات يسير كل شيء بصورة أفضل. لم تقع اشتباكات مسلحة بين الفلسطينيين بعد أن تم تقاسم نفوذه. ويحاول محمود عباس وأحمد قريع كسب ثقة ثلاثة ملايين فلسطيني من أجل ما حرمه عليهم عرفات وهو: المستقبل».

بعد وفاة عرفات برزت فرصة لإحياء عملية السلام. وكان عرفات يتحجج بأن الانتخابات ليست ممكنة في ظل الاحتلال. أما الآن فقد تقرر موعد الانتخابات بتاريخ التاسع من يناير المقبل، ومن المرجح أن تسهم هذه العملية في وضع نهاية للانتفاضة. وترى الإدارة الأميركية في هذه الانتخابات فرصة تاريخية وبداية جديدة للحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لهذا السبب توجه وزير الخارجية الأميركي إلى القدس وأريحا. وتريد واشنطن من «إسرائيل» التعهد بتسهيل عملية الانتخابات من خلال سحب جنودها من مناطق السلطة ومن نقاط التفتيش. وأن يتعهد الفلسطينيون من جانبهم بتنفيذ المرحلة الأولى من عملية السلام والمتمثلة بوقف حملة العداء ضد «إسرائيل» الموجودة في الكتب المدرسية والبرامج الإذاعية والمرئية.

بعد الفشل الأميركي في العراق يدين الرئيس الأميركي بوش للعرب بوعد قديم وهو تحقيق السلام بين الفلسطينيين و«إسرائيل». لهذا السبب سيكون نزاع الشرق الأوسط في صدر القضايا التي ستعنى بها وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة كوندليزا رايس. وتريد واشنطن تقديم دعم مالي لأول انتخابات فلسطينية منذ العام 1996. وسيعلن باول في مطلع ديسمبر/ كانون الأول المقبل في اجتماع للبنك الدولي أن بلاده ستحول 20 مليون دولار للسلطة الفلسطينية.

من المرجح أن يفوز محمود عباس بالانتخابات، وفوزه مهم بالنسبة إلى واشنطن و«إسرائيل» والاتحاد الأوروبي، إذ يعتقد أن الانتفاضة عديمة الفائدة. من جهتها تريد واشنطن تجنب ظهوره كرجل تابع لها. لهذا سيزور وزراء خارجية أوروبيون أريحا والقدس في الأيام المقبلة.

في حياة عرفات كان شارون يتذرع بمواقف عرفات ويناور ليتجنب دفع استحقاقات عملية السلام، اما بعد رحيل غريمه فقد زاد الضغط عليه، ويتعين عليه أن يكشف عن استعداده للتفاوض مع الفلسطينيين

العدد 814 - السبت 27 نوفمبر 2004م الموافق 14 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً