العدد 814 - السبت 27 نوفمبر 2004م الموافق 14 شوال 1425هـ

القطان وبعثة الحج والاختبار الصعب بعد رجوع الحجيج

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لعل الحجاج البحرينيين هم أقل الحجاج الخليجيين مطالبة بحقوقهم في الأمور والقضايا التي تتعلق برحلاتهم إلى بيت الله الحرام. موسم الحج على الأبواب وهذا العام سيكون عام الاختبار الأصعب لبعثة الحج البحرينية. العيون تفتحت كثيراً في الصحافة وفي الإعلام وخصوصاً بعد أزمة التراشقات أو الاتهامات التي عرضت في الصحافة... لأول مرة تطفح على السطح قضية الحج بهكذا كيفية. الناس راقبت الجدل الواسع الذي دار... إشكالات ومؤاخذات، مدح وذم... هناك من ركز على وجود ضعف إداري في البعثة تفاقم خلال السنوات الثلاث، بل وصل الانتقاد إلى مواقع أكثر حساسية، وهناك من تحفظ على ذلك، وإن أقر بوجود تقصير وأخطاء يمكن تصحيحها لو كانت رئاسة البعثة تمتلك قوة في المفاوضات بشأن حقوق الحجاج والمقاولين البحرينيين، وخصوصاً في نظام الكوتا أو في مساكن الخيام بمنى وما إلى ذلك.

لا نريد الاسترسال في الأمور التي طرحت، وإن كانت العاصفة التي اجتاحت البعثة عبر الصحافة في البحرين انتزعت وعوداً من البعثة، لذلك سيكون الاختبار الأصعب لها في الموسم المقبل. أعتقد أن رئيس بعثة الحج عدنان القطان أمام اختبار صعب هذا العام، وخصوصاً بعد إلقاء حزمة الوعود من قبل البعثة بأن يصبح الحجاج البحرينيون وكذلك المقاولون في وضع أفضل من الوضع السابق. وكل أمل الحجاج أن تكون التسهيلات تقترب من التسهيلات التي يحصل عليها الاخوة الخليجيون، إذ يحظون بطاقم إداري يعتمد على الكفاءة والقدرة العالية. وعود القطان كانت كثيرة، فقد صرح عبر الصحافة المحلية يوم الأحد بتاريخ 8 أغسطس/ آب 2004 بالوعود الآتية: ستقوم البعثة بتوفير جميع الإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام وحملات الحج، وذلك عبر تطوير نظام التفتيش الإداري والصحي، إذ سيسعى لوضع آلية لاختيار العناصر ذات الخبرة والكفاءة للجنة التفتيش الإداري والصحي.

الآلية الأهم من ذلك هي تصريحه بأن البعثة ستقوم «بوضع آلية للاستماع إلى آراء مقاولي حملات الحج الذين ستتخذ ضدهم إجراءات قبل إصدار المجلس قراراته بشأن تقرير التفتيش الإداري والصحي، وسيتم الاستئناس في ذلك بالمعمول به في دول مجلس التعاون».

ما أطلبه من الحجاج والحملات أن يقوموا بتسجيل كل النقاط الإيجابية أو السلبية التي ستظهر في الموسم المقبل كي نستطيع مناقشتها عبر الصحافة أو عبر البرلمان، شريطة الدقة والحيادية في النقد. نحن الآن لسنا ملزمين بتصديق الوعود، ولكن نريد أن نرى الوعود تطبق على الأرض بصورة تقلل من أية احتقانات، وألا تنفجر القضية مرة أخرى في الصحافة كما حدث قبل أشهر. أعتقد أن حملات الحج بحاجة إلى تأسيس جمعية تراعي شئونها وشئون الحجاج في توفير أقصى درجات الحقوق حتى يحدّوا من أية سلبيات مقبلة، وأن يركزوا على المواقع الأكثر أهمية في موسم الحج سواء من حيث نظام الكوتا وعدد الحجاج أو مساكن الخيام الممنوحة في منى أو مدى مقدرة البعثة ورئيسها على الترافع عن حقوق الحجاج والحملات. وفي هذا العام يجب على الحملات أن تضغط باتجاه توفير التسهيلات للحجاج أثناء عبورهم الجسر، وذلك بتوفير آلية ميدانية معتمدة من قبل البعثة ولو بتوفير مندوبين عنها يحضرون في الجسر والمطار لتسهيل حركة الحجاج.

أعتقد أن حل مشكلات الحجاج يكون بتأسيس جمعية تكون وسيطاً بين الحجاج والحملات وبعثة الحج لطرح جميع قضاياهم. ففي كل عام تصلنا في الصحافة شكاوى عدة عما يتكبده الحجاج من إرهاق جسدي ونفسي، وأعتقد أن ذلك يعتمد اعتماداً كلياً على الدور المنوط بالحجاج والمقاولين في عدم السكوت وفي إيصال صوتهم للمسئولين وللصحافة حتى تتم التسهيلات بصورة أفضل من السابق. كما أن بإمكان الحملات أن تقوم بتزويد الحجاج بأوراق يقومون من خلالها بتقييم إيجابيات وسلبيات بعثة الحج سواء على مستوى الزامية القوانين واللوائح الداخلية للجميع أو مدى تعاون البعثة مع كل المقاولين والحجاج أو مدى قدرة وكفاءة الطواقم الإدارية أو الطبية في البعثة هذا العام. كما ان بإمكان الحملات أن تطّلع على تجربة بعثة الحج الإماراتية والكويتية والقطرية وبقية دول الخليج، وعقد المقارنة بينها وبين بعثة الحج البحرينية، ومن ثم تقييم البعثة للتركيز على الإيجابيات وإزالة السلبيات مستقبلاً، كما أن توثيق أية مشكلة مسألة ضرورية سواء كان بالكتابة أو الصورة حتى نستطيع نحن في الصحافة تناول الموضوع بصورة موثقة حيادية تكون لصالح المواطن ولصالح تطوير البعثة إلى ما هو أفضل.

عنصر الرقابة في الحج يجب أن يكون حاضراً. كما أن على أصحاب الحملات عدم التفريط في الامتيازات الخاصة والتفاضلية التي تمنحها المملكة العربية السعودية لحجاج دول مجلس التعاون، وهنا يجب أن يتساعد الجميع وفق القانون.

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الحجاج هذا العام وصل إلى 12 ألفاً، وهو السقف الأعلى للاتفاق الذي أبرم، أعتقد أن البعثة كان بإمكانها أن تعمل على الحصول على عدد أكبر يتناسب مع العلاقة ما بيننا كبحرينيين وبين المملكة العربية السعودية.

بتاريخ 10 أغسطس 2004، صرح القطان بأن البعثة ستقوم باستحداث دماء جديدة في جهازها الإداري والفني، وأن البعثة حريصة على التحاور المستمر مع المقاولين لتطوير العمل وتطوير الخدمات، هذا ما نتمناه أن يحصل هذا العام، وسيكون الاختبار وسيقطع الطريق على فتح تحقيق في بعثة الحج كاد أن يفتح عبر مجلس النواب هذا العام. (عرض هذا الخبر في الصحافة المحلية). أقول: دعونا ننسى الماضي، ولنرَ الأداء هذا العام، وننتظر رجوع الحجاج، فعلى الصحافة ومجلس النواب والمقاولين والحجاج انتظار أداء بعثة الحج، لنقوم بعد ذلك بمراجعة القضية مرة أخرى ويكون حينها التقييم

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 814 - السبت 27 نوفمبر 2004م الموافق 14 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً