اتصلت بي منذ يومين إحدى المواطنات شاكية همها من سياسات البحرين الخاطئة تجاه البيئة وعلى رأسها قضية المشروعات السكنية في فشت العظم... هذه القضية التي لاتزال محل نقاش بين مد وجزر بين عدة جهات في الدولة... فساعة يُقر المشروع... وساعة لا يقر... ولا ندري هل سيكون حال ومصير هذا الفشت كحال خليج توبلي الذي حتى الآن لم تهتز له ضمائر المسئولين ومن لهم يد في وقف ردم هذا الخليج الذي لايزال يردم حتى اليوم!
لقد دغدغت هذه المواطنة بمكالمتها مشاعر اليأس في نفسي وخصوصاً أن نواب برلماننا مشغولون في قضايا ليست ذات أهمية، فلاهم يعبرون عن طموحات الشارع ولا صوت المواطن الحريص على قضايا ذات شأن كبير مثل البيئة وغيرها مما قد يصلح من حال اوضاعنا في شتى النواحي.
فنصيحة أرجو أن تؤخذ في الاعتبار قبل أن يقدم المسئولون على ارتكاب جريمة بيئية كبرى، لا صغرى، بحق فشت العظم أن عليهم أن يعوا تماماً أن البحرين ستواجه مشكلة كبيرة إن ردمت منطقة فشت العظم إذ إنها ستخسر أهم مصائد الثروة السمكية بحسب ما ذكر في أكثر من تعليق ونشرة بيئية متخصصة عن مياه البحرين والخليج على غرار ما حل بمصائد الروبيان في بعض مناطق البلاد وتحديداً سواحل قلالي وسماهيج والدير بهدف زيادة رقعة الأرض.
طبعاً الردم لن يحل مشكلات البحرين السكنية... وإن ترديد هذا الكلام هو للاستهلاك الاعلامي فقط، إذ هو كلام غير دقيق وليس علمياً وخصوصاً أن مساحة البحرين حالياً هي 718 كيلومتراً مربعاً وهي مساحة تكفي لأن يعيش ويعمر عليها ثلاثة أضعاف المواطنين الحاليين من دون ازدحام بينما مساحة المنطقة التي يسمح للمواطنين أن يعيشوا عليها تبلغ 117 كيلومتراً مربعاً فقط! وهذا يعني أن هناك 601 كيلومتر مربع لايستطيع المواطن الوصول اليها.
فلماذا ندفن أهم بقعة بحرية تعطينا ثروة سمكية هائلة وتسد حاجتنا الغذائية من دون أن نضطر إلى استيراد ما نحتاج اليه من دول الجوار ونغض الطرف عن المناطق الشاسعة والجزر الجميلة المتوافرة في البحرين والتي لايستطيع الوصول اليها أهل البلد؟
فرحمة بنا قبل أن نستورد «سمك الصافي» مستقبلاً كما أصبحنا نستورد الروبيان بعد ردم خليج توبلي
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ