أعلن أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية مروان البرغوثي مساء أمس الأول ترشيح نفسه لرئاسة السلطة الفلسطينية، وفي الليلة ذاتها صادق المجلس الثوري الفلسطيني في الحركة على ترشيح اللجنة المركزية لـ «فتح» على ترشيح محمود عباس (أبومازن) إلى انتخابات رئاسة السلطة كمرشح وحيد خلفاً للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وأكدت فدوى البرغوثي أن ترشيح زوجها جاء استجابة للضغط الكبير الذي تعرض له من قبل الشعب الفلسطيني وجيل الشباب في حركة «فتح»، «على حد قولها»، نافية أن يؤدي ترشيح مروان إلى خلافات داخل الحركة.
إعادة ترشيح «أبومازن» لرئاسة السلطة - على رغم فشله الذريع في رئاسة الوزراء قبل فترة بسيطة وهو لا يتمتع بجماهيرية عالية بين أبناء وطنه، ويناوئ فكرة الكفاح المسلح ضد «إسرائيل» - تعتبر أمراً غريباً ربما كان ما أدى إليه ليس الإجماع داخل حركة «فتح» وإنما تشابك المصالح ورسائل تبلغتها الحكومة الفلسطينية في الفترة الماضية من الجهات المؤثرة بشكل أساسي في الوضع الفلسطيني المعقد.
من جهة أخرى، يرى الكثير من الفلسطينيين في البرغوثي بطلاً حقيقياً وقف في وجه الاحتلال الإسرائيلي. ويعتبر هؤلاء أن البرغوثي هو الخليفة الطبيعي لعرفات. ما يحدث داخل الحركة يظهر وجود مشكلة حقيقية بين الجيل الجديد والقديم، ناهيك عن الرؤى المختلفة للفصائل الفاعلة في الساحة الفلسطينية. فإلى أين سينتهي الوضع بالحركة سواء استمر ترشيح مروان أو انسحب؟ هل سيهدأ الصراع بين الفلسطينيين أنفسهم ليواجهوا العدو الإسرائيلي؟
وفي حال استمر ترشيح محمود عباس وفاز بالرئاسة وهو يحمل هذه الرؤى تجاه المقاومة التي تعتبر الجدار المنيع الوحيد ضد الجرائم الإسرائيلية الفظيعة، فهل سنشهد صراعاً فلسطينياً داخلياً أم سيستطيع أبناء فلسطين إبقاء حال الخلاف في وجهات النظر وطريقة مقاومة الاحتلال في حجمها على رغم الضغوط الخارجية؟
هل سيظهر منافس آخر لعباس؟ وإذا لم يظهر فهل سيتمكن هو من تحرير الشعب والأرض من معاناة أكثر من نصف قرن؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 813 - الجمعة 26 نوفمبر 2004م الموافق 13 شوال 1425هـ