ما أشبه ما يجري الآن في أوكرانيا بما جرى في جمهورية جورجيا في مطلع العام الجاري. فقد رفضت المعارضة الأوكرانية الموالية للغرب نتيجة الانتخابات الرئاسية وتصاعد الوضع إلى درجة أن صعد زعيم المعارضة فيكتور يوتشينكو منصة البرلمان وتلا قسم الرئاسة بعد انتهاء جلسة مضطربة للبرلمان من دون اتخاذ قرار بشأن الأزمة المتمثلة في اتهامه للحكومة بتزوير الانتخابات. واعترف نحو 150 دبلوماسيا به رئيسا.
وفي جورجيا يناير/ كانون الثاني الماضي، احتجزت اللجنة المركزية للانتخابات البرلمانية النتائج أكثر من ثمانية عشر يوما، نددت المعارضة خلالها بنتيجة الانتخابات وأخذ الشارع يغلي إذ شهدت المحاكم الجورجية مئات الدعاوي ضد الحكومة المتهمة بالتزوير. وأراد الدكتاتور ادوارد شيفرنازده آنذاك أن يزيف إرادة شعبه الذي كره بقاءه في السلطة الموالية لموسكو، والنتيجة كانت فراره من بلاده التي حكمها بالحديد والنار. ولم يجد الرجل عونا من أحد حتى روسيا نصحته بالاستسلام لإرادة الشعب.
واليوم شككت حتى المنظمات الدولية المراقبة للانتخابات الأوكرانية في نزاهتها وقالت إنها تخالف المعايير الدولية، وأن بعض الناخبين صوتوا نحو أربعين مرة. لماذا تحدث هذه الاضطرابات في الجمهوريات السوفياتية السابقة. فهل هذا بإيحاء من موسكو الحليفة السابقة التي تخشى من الزحف الغربي على نفوذها الاستراتيجي ومعاقلها السابقة التي تعتبر أوكرانيا أخرها.
لابد أن تظهر الحقيقة إذ إن التزوير أمده قصير في عصر الانفتاح والعولمة والديمقراطية وانتهاء عصر الدولة القومية والسيادة الوطنية. ولابد أن يسقط الملفق إذا ثبت الغش كما سقط شيفرنازده وفوجيموري وهتلر وشاه إيران وغيرهم والا سيتحمل الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المسئولية عن تزايد العنف في كييف لان الشكوك التي أثارها في النتيجة دفعت المعارضة إلى التشدد والخروج عن القانون
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ