العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ

أهدافنا أكثر سمواً

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

العام 2001، لديه ذاكرة واحدة في كثير من الأحيان، وهي ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر / أيلول 2001. ولكن هناك حوادث أخرى مهمة بالنسبة إلينا.

ففي 7 سبتمبر 2001، اختتمت الأمم المتحدة مؤتمراً عالمياً عقدته في جنوب إفريقيا تحت عنوان: «المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية»، وكانت الأمم المتحدة تأمل أن يحصل المؤتمر على الزخم نفسه الذي حصل عليه «المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان» الذي عقدته في فيينا في 1993، ولكن حوادث 11 سبتمبر حجمت ذلك الأمل.

المؤتمر العالمي شهد سجالات واسعة بين مختلف الأطراف، ولكن وجود السياسي المحنك نيلسون مانديلا، ساعد على تخطي عدد من المشكلات التي اعترضت طريق إصدار البيان الختامي للمؤتمر.

العام 2001 كان العام الذي حددته الأمم المتحدة أيضاً، لكي تحتفل فيه منظمة اليونيسكو بعام «الحوار بين الحضارات»، وهذا كان استجابة لنداء وجهه الرئيس الإيراني محمد خاتمي في نيويورك (في خطاب له أمام الأمم المتحدة) في سبتمبر العام 2000. غير ان العام 2001 كان العام المعاكس تماماً لما كان يستهدفه «عام الحوار» بعد حوادث 11 سبتمبر.

وهذا يوضح أن النيات المخلصة التي يتحرك على أساسها المرء بالإمكان ان تغطي عليها حوادث أخرى ليست من صنعه أساساً. وهذا ما يشعر به شخص مثلي في ظل تصعيد باتجاه غير محمود لم يكن من الأهداف التي تستحق أن تبذل الجهود المضنية من أجلها. ولكن الساحة السياسية ليست جهازاً للكمبيوتر يمكن التحكم به عبر برنامج تم إعداده بدقة، ولذلك فإن على المرء أن يتعامل مع المستجدات على أمل أن تسود النيات الحسنة وتبتعد الساحة عن التشنجات.

إن «الوسط» تفخر بأنها المشروع الوطني المستقل الذي يتعامل مع مختلف القضايا على أساس حب الوطن وخدمة الناس، كل الناس، بما في ذلك الوافدون من عمال وخادمات. وعلى أساس ذلك كنا في المقدمة ندافع عن حق متهمي «الخلية» في عدم التشهير بهم، وتوفير الضمانات لهم بمحاكمات عادلة وسريعة أو الإفراج عنهم. ومن أجل ذلك دفعت «الوسط» ثمنا يعلمه الجميع. وعندما نذكر ذلك، فإننا لا نطلب جزاءً من أحد، لأننا نعتبر أن من واجبنا الدفاع عن الناس، كل الناس.

«الوسط» وقفت مع كل القضايا الوطنية الكبرى ورفعت سقف حرية التعبير، ودافعت عن الحريات العامة، وصعدت بنهجها الذي لامسه أكثر الناس. ولذلك فإننا لا نعتبر ما يحدث في هذه الفترة أمراً يستحق كل هذه الجهود. فأحد النواب الذين يهاجمون «الوسط» هو ذاته الذي أرسل لي شخصياً رسائل نصية عدة مرات خلال الأشهر الماضية يشكر فيها جهود الصحيفة في مساندة قضايا تهمه وتهمنا. وهذا دليل على أن «الوسط» ليست لديها أية مشكلة شخصية معه أو مع أي طرف آخر.

إن أهدافنا سامية، وتسمو فوق بعض الأمور التي يدفعنا البعض - ربما عن غير قصد - إليها... أهدافنا هي مساندة مشروع الإصلاح السياسي، وتعزيز الوحدة الوطنية ورفع شأن البحرين عالياً. وعلى هذا الأساس رفضت أن أعطي مقابلة أمس إلى قناة «الجزيرة»، ليس لانني لا أملك الردود، ولكنني أعتبر أن الشأن المحلي يجب أن يبقى محلياً مادمنا نمتلك وسائل حله، إضافة إلى أن شأناً محلياً كالذي نمر فيه نتج عن سوء فهم، ومقابلة مع «الجزيرة» تعني المزيد من الوقود في شأن ربما يحمل تشويها لواقع البحرين الذي لا يحتمل التأويلات التي نسمعها من بعض الإخوة، سامحهم الله

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً