العدد 811 - الأربعاء 24 نوفمبر 2004م الموافق 11 شوال 1425هـ

ميرينج: تقارير الأمم المتحدة بشأن التنمية البشرية غير صحيحة

تطرق إلى إعاقة الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي تحديث اللغة العربية

المحرق - جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

نفى المحلل والاستشاري الألماني «جريجور ميرينج» صحة تقارير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية في العالم العربي، وقال إن الأرقام ليست صحيحة فانتاج الكتاب في العالم العربي يمثل 1 في المئة من الانتاج العالمي للكتب تقريبا بينما عدد سكان الدول العربية يمثل 5 في المئة من سكان العالم فهناك فرق بين 1 في المئة و5 في المئة.

وأضاف ميرينج الذي كان متحدثا في محاضرة له بعنوان «إشكالات الترجمة» في مركز الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مساء الاثنين 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري «اننا عندما نقوم بالنظر الى الاحصاءات الموجودة عند منظمة جامعة الدول العربية للتربية والثقافة في تونس نلاحظ أن معدل الكتب المنشورة في العالم العربي نحو 4600 كتاب في العام وتأتي على رأسها مصر التي تحتل المركز الأول بانتاج نحو ألفين أو ثلاثة آلاف عنوان كل عام ثم تأتي بقية البلدان العربية الأخرى ولكن هذه الاحصاءات غير دقيقة وبالتالي فالنتائج التي تصل الى الأمم المتحدة أيضا غير مناسبة، فمثلا في دليل المطبوعات العربية بالنسبة إلى لبنان نجد في العامين 2001 و2002 (235) عنواناً، بينما النادي العربي الثقافي في بيروت يشير في احصاءاته الى وجود 1500 عنوان في الفترة نفسها، وبالنسبة إلى المغرب فإن هناك أرقاما موجودة لا تتفق أيضا مع تقرير الأمم المتحدة فهناك إحصاءات تابعة لمؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود في الدار البيضاء وهناك أرقام في دليل المطبوعات العربي تختلف مع تلك الأرقام. لذلك لا نستطيع الثقة بالمصادر الدولية ولا بتقارير الأمم المتحدة خصوصا عندما نشاهد مثلا في المغرب أن هناك ازدهارا للنشر منذ العام 1994 إذ تطور العدد الاجمالي للعناوين التي نشرت في المغرب من 312 الى 924 عنوانا ومن هذا الانتاج الاجمالي نجد اللغة العربية تحتل 65 في المئة».

وأوضح الفارق بين مفهوم الترجمة والتعريب بقوله «ان المفهوم الصحيح للتعريب ليس في اعادة التعريب في الفترة ما بعد الاستعمار وإنما تحديث اللغة العربية في مجالات مختلفة لم تشهد تحديثا لغويا بسبب وجود الاستعمار وخصوصا الفرنسي في شمال إفريقيا وأيضا بوجود الاستعمار البريطاني في المشرق العربي والخليج. وهناك من يستخدم كلمة التعريب كبديل للترجمة. في حين أن الترجمة - بتعريفي الشخصي - هي عملية نقل كلمات ومصطلحات موجودة في اللغة العربية. بينما التعريب هو تحديث لغوي نحو مصطلحات غير موجودة في العربية. وهناك طرق مختلفة نحو إنشاء كلمات ومصطلحات عربية جديدة وتعود هذه الكلمات والمصطلحات الى كلمات ومصطلحات عربية قديمة ككلمة الجريدة على سبيل المثال. ان عمر التعريب بالتقريب هو أربعون عاما اذ بدأت العملية في المغرب العربي لكننا لم نصل حتى اليوم الى النتائج المطلوبة على رغم وجود مكتب تنسيق التعريب في الرباط، وبعض الأنشطة لهذا المكتب كسلسلة المعاجم الموحدة في عدد كبير من المجلات العلمية إذ إن هناك تحديات ومشكلات مرتبطة بتوظيف هذه المعاجم. وهناك مؤتمرات للتعريب وموافقات رسمية على استخدام كلمات ومصطلحات معينة لكن اللغة اليومية لها تأثير أقوى بكثير على تطوير اللغة العربية من مكتب تنسيق التعريب في الرباط فعندما ننظر الى كلمات حديثة نسبيا كالهاتف المتنقل نلاحظ أن هناك مصطلحات مختلفة كالمحمول، الموبايل الخلوي، الجوال والسيار. فعمر الكلمة لا يحدد بالضرورة الوضعية اللغوية بالنسبة الى محاولات توحيد المصطلحات العربية».

وعن القراءة والكتابة وأهميتهما بالنسبة إلى مشروعات الترجمة قال ميرينج «ان القراءة والكتابة في العالم العربي مازالت محدودة وان هناك بلادا متقدمة كفلسطين، الأردن، لبنان، البحرين ودول الخليج الأخرى لكن معدل القدرة على الكتابة في العالم العربي أقل من معدل الدول النامية. فمحاولات تعريب اللغة العربية لها حدود لكون اللغة العربية لغة مكتوبة أساسا، فلكي يتحقق هدف التعريب لابد أن يكون لدى الانسان العربي القدرة على الكتابة ذلك أن استخدام اللهجات المختلفة ليس مرتبطا بعملية التعريب، فعند الجيل الجديد هناك أرقام أعلى وربما يكون ذلك عنصرا مهما بهذا الصدد لأن الشباب يشكلون أكبر جزء في المجتمعات العربية ولكن لابد من القول أن معدل الكتابة والقراءة في العالم العربي تحت معدل الدول النامية الأخرى».

وأشار الى تجربة المغرب بهذا الصدد بقوله «ان هناك دراسة وتجربة مغربية تقارن بين أفضليات الطلاب وأفضليات رجال أعمال موظفين في الادارة المغربية في استخدام اللغة العربية واللغة الفرنسية فهناك موافقة كبيرة على أن التعريب أساس التنمية والتقدم في المغرب وهناك موافقة على أن الفصحى هي لغة العلوم، ولكن هناك أرقاماً أخرى تشير الى أن هناك عدم توازن بين الكبار في السن والصغار في السن بينما - وبحسب نظرية التعريب - لابد من أن يكون الجيل الجديد متجهاً نحو العربية أكثر من الكبار في السن، كما أننا نلاحظ أن هناك جزءاً كبيراً من الجيل الجديد من الشباب يفكر أكثر من الكبار في السن في أن هناك مشكلات وتحديات خاصة بالنسبة إلى الاستخدام الفعلي للغة العربية. وما يشير أيضا الى وضع المغرب أن هناك مقارنة العربية والفصحى والفرنسية والانجليزية. فنجد في المغرب أن اللغة المتعلقة بالحداثة هي اللغة الفرنسية ونلاحظ أنه في الأعوام القليلة الماضية هناك توجه نحو اللغة الانجليزية وهذا ليس له تأثير على الثنائية اللغوية الموجودة في المغرب العربي الدارجة والفصحى من ناحية واللغة الفرنسية من ناحية أخرى ولكن هذا يشير الى «البرستيج» الذي يملكه الفرنسي والذي يعود الآن الى اللغة الانجليزية المتطورة، فحتى بالنسبة الى مستقبل المغرب فاللغة الانجليزية تحتل مكانا أكبر من اللغة الفرنسية، ولابد من الاشارة هنا ليس فقط الى كون اللغة الانجليزية تلعب دورا مهما وانما نشير أيضا الى اللغة العربية التي تحتل مكانا أهم في المغرب أكثر مما هي عليه الآن»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً