الخطأ الكبير الذي ارتكبه اللاعب الشهير في صفوف ريال مدريد الإسباني البرازيلي ربرتو كارلوس كان مؤثراً جداً في تحديد نتيجة مباراة القمة الإسبانية بين الريال وخصمه اللدود برشلونة. ولكن على رغم هذا الخطأ فإن الريال كفريق كان سيئاً بامتياز ليس في هذه المباراة فحسب وإنما في مجمل المباريات التي لعبها هذا الموسم. والسبب الرئيسي في هذا المستوى السيئ من الريال ليس كارلوس لوحده بالطبع وإنما كوكبة النجوم «الإعلامية» في صفوف الريال التي جلبها صاحب الأموال الوفيرة رئيس الريال فلورنتينو بيريز.
هذا الرجل كان سيئاً بحق في الصفقات التي أبرمها والتي كان هدفها الأول جلب المعلنين للريال وبالتالي جلب الأموال وليس البطولات. هذه السياسة الجديدة والغريبة من جانب بيريز أثبتت فشلها بامتياز منذ النهاية الكارثية للموسم الماضي واستمرت مع الفريق هذا الموسم إلى أن أصبح صيداً سهلاً لجميع المنافسين. حتى أن خصمه اللدود برشلونة تلاعب به كيفما يشاء في مباراتهم الأخيرة قبل أن يسدد له الضربة القاضية عن طريق المذهل البرازيلي الجديد رونالدينيو الذي رفض بيريز التعاقد معه من أجل ضم نجم الإعلانات الأول ديفيد بيكهام. ومع فشل الفريق في تحقيق البطولات أعتقد أن بيريز سيفقد أيضاً ود المعلنين وبالتالي ستفقد صفقاته قيمتها الحقيقية.
وعلى العكس من بيريز اعتمد منافسه رئيس برشلونة الشاب خوان لابورتا سياسة استقطاب النجوم الحقيقيين القادرين على قيادة الفريق لمنصات التتويج وتحقيق الألقاب. واعتمد في مجمل تعاقداته على حاجة الفريق الفنية وليس الإعلانية فأنتج بحق فريقاً مميزاً هو الأقوى في أوروبا هذا الموسم.
فالخطأ الأكبر ارتكبه بيريز الذي حول الريال من فريق بطولات إلى فريق إعلانات. وما خطأ كارلوس إلا نتاج الخطأ الكبير لبيريز.
هذا الواقع الذي وصل له الفريقان الأكثر شهرة في العالم يبيّن الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه إدارات الأندية في تحديد مستقبل الفريق. وهذا ينعكس أيضاً على إدارات أنديتنا المحلية التي يجب أن تراعي في صفقاتها مع اللاعبين المحليين أو الأجانب الحاجة الفنية للفريق وهذه يحددها المدرب القدير وليس الإداري الغريب عن الأمور الفنية. فهل تعي أنديتنا هذه الحقيقة؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 809 - الإثنين 22 نوفمبر 2004م الموافق 09 شوال 1425هـ