تلقيت اتصالات عدة من طلبة جامعة البحرين تعاتب إدارة الجامعة على قرار دمج إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول مع إجازة العيد، إذ يرى كثير منهم أنهم تضرروا كثيراً جرّاء هذا الدمج، فيما رأى آخرون أن الدمج هو انتقاص للحقوق الجامعية لجميع الطلبة، كما عاتبوا مجلس الطلبة بشدة على عدم تحركه أو ممارسته أية ضغوط على الإدارة الجامعية لتغيير موعد إجازة منتصف الفصل.
مثل هذه التظلمات والشكاوى أصبحت عادية جداً، بل هناك شكاوى أخرى ستكون في الطريق بطبيعة الحال، لأن طلبة الجامعة مثل الشباب وأعضاء الجمعيات الشبابية مازالوا بعيدين عن ممارسة أي دور من أجل نيل حقوق معينة أو مكاسب محددة، أو حتى القيام بالدفاع عن قضاياهم وهمومهم الطلابية والشبابية.
فالمجتمع البحريني منذ السبعينات لم يشهد لوبياً طلابياً أو لوبياً شبابياً قادراً على التغيير أو فرض آرائه ومواقفه أو حتى مجرد التعبير عنها بحيث تحظى باهتمام ومتابعة الجهات المعنية في المجتمع. وفي الوقت نفسه فإن القضايا والمشكلات التي تخص الطلبة والشباب أصبحت متراكمة، وعندما يظهر تنظيم طلابي أو شبابي قوي فإنه ستكون أمامه مهمات صعبة لمعالجة جميع تلك الملفات المتراكمة.
والأهم من ذلك في الوقت الحاضر أن يستشعر الطلبة والشباب أهمية التنظيم، ولا يعني ذلك تأسيس (اتحاد طلابي) أو الانخراط في الجمعيات الشبابية، فتلك التجارب أثبتت عدم قدرتها على ممارسة عملية الضغط (اللوبي) بسبب إشكالات كثيرة تواجهها حالياً. ولكن بالإمكان ممارسة العمل التنظيمي خارج إطار العمل المؤسسي كبداية على ألا يتعارض ذلك مع القانون وألا يتجاوز العمل السلمي، وبعد أن يكون لهذا العمل التنظيمي دور وتأثير فاعل فإنه بالإمكان مأسسته لاحقاً عبر إنشاء تنظيم واضح. وربما تكون هذه الفكرة المختلفة عن طريقة تأسيس الجمعيات الشبابية الحالية هي أهم الأخطاء التي أظهرت بها الجمعيات بالضعف الراهن
العدد 808 - الأحد 21 نوفمبر 2004م الموافق 08 شوال 1425هـ