من المؤمل أن تقوم دور العرض في الولايات المتحدة والعواصم الغربية الأخرى ابتداءً من يوم الأربعاء المقبل بعرض فيلم «الاسكندر الكبير» الذي أخرجه المخرج العالمي الشهير أوليفر ستون والذي أنجز منذ مطلع العام الجاري، وتم تصويره في هوليوود، لندن، مانيلا، الدار البيضاء ومناطق أخرى من الدول التي مرت بها قوات هذا الامبراطور صاحب المكانة المتميزة من تاريخ الفاتحين.

وتمكنت «الوسط» من دون غيرها من وسائل الإعلام الغربية وغير الغربية قاطبة من مشاهدة بعض مجريات الفيلم التي تم تصويرها في ستوديوهات «بن وود» الواقعة في أطراف لندن، بحكم مشاركة كاتب التقرير هذا ولمدة ساعات محدودة في التمثيل حينما دخلت قوات الاسكندر الامبراطورية البابلية واحتلتها وسيطرت على قصر الامبراطور البابلي وأسرت طواقمها القيادية بمن في ذلك القائمون على القصر.

ومن خلال مجريات الفيلم في بابل، فإن كاتب النص الباحث البريطاني روبن لين فوكس وهو أيضاً المستشار التاريخي لأوليفر ستون أبرز صورة غير معهودة لجنوح الاسكندر الكبير نحو الشذوذ الجنسي إضافة إلى إشاعة الليالي الإباحية في قصر الامبراطور البابلي الذي اتخذه مقراً له.

وفي أحد المشاهد يصل الخصام بين الاسكندر وأحد أبرز القادة العسكريين إلى حد التصادم بسبب التحرش بصديقه الذي تربطه به علاقة شاذة. ولم يكشف الفيلم تفاصيل موت ودفن الاسكندر حينما أصابه مرض عارض لم يعرف نوعه بعد أن عاد من احتلال مناطق في آسيا الصغرى إلى بابل، في حين أن الأسطورة تقول إن الاسكندر حينما مات دفن بحسب وصيته تحت مجرى نهر الفرات. الفيلم جند آلاف المشاركين وخصوصاً الجنود من المغرب والفلبين، وصورت مشاهد منه في كلا البلدين، إذ تتوافر الأيدي العاملة الرخيصة، وكلف هذا الفيلم نحو 160 مليون دولار، وأسند توزيعه إلى شركة «وارمز بروز»، ويقوم ببطولة دور الاسكندر الممثل الشاب والمتألق كولن فاريل المعروف بأفلامه التاريخية، مع نخبة من الشباب الصاعد في عالم السينما التاريخية في هوليوود.

النقاد الذين اطّلعوا على سيناريو الفيلم وربما على مجرياته المصورة، ينقسمون بين المتفائل والمتشائم، ولكن معظمهم مازال يلوذ بالصمت ربما انتظاراً لردود الفعل العامة، إذ يؤكد الباحث روبن لين فوكس أن الفيلم يعبر عن الصورة الشخصية الحقيقية غير المعروفة للاسكندر الكبير، وهذا ما سيثير المزيد من الجدل في الأوساط الثقافية