الملاحظ في التعيينات الجديدة للإدارة الأميركية لملء فراغ الوزراء المستقيلين أن غالبيتها تشمل مسئولين كانوا يعملون في البيت الأبيض على مدار السنوات الأربع الماضية وعلى مقربة من الرئيس جورج بوش بل إنهم كانوا على علاقة صداقة قديمة به تعود إلى عهده كحاكم لولاية تكساس.
فعندما استقال مدير الـ «سي آي أيه» جورج تينيت، عين بوش روبرت غوس الذي يدين بالولاء المطلق له وللحزب الحاكم ويحظى بتأييد اليمين المتطرف. وبدلا من أن تعمل الوكالة الجاسوسية باستقلالية أصبحت رهينة لقبضة بوش ما اضطر كبار المسئولين إلى تقديم استقالات الواحدة تلو الأخرى.
وتكررت المسألة في منصب وزير العدل إذ عين بوش مستشاره القانوني ألبيرتو جونزاليس ليحل محل جون أشكروفت وهي خطوة تشير إلى حرصه على وضع من يدين له بالولاء المباشر في المناصب الحكومية.أما الخطوة الثالثة فكانت تعيين مارغريت سبيلنجس مستشارته للشئون الداخلية لتكون وزيرة للتعليم. وكانت سبيلنجس من بين أعضاء فريق بوش حين كان واليا لتكساس.
ومع تقديم وزير الخارجية كولن باول استقالته عين بوش، كوندليزا رايس التي عملت معه خلال السنوات الأربع الماضية، وعملت أيضا كمستشارة لبوش للشئون الخارجية أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية العام 2000 وتوصف بأنها أكثر من يقضي الوقت معه باستثناء زوجته. ويعني تعيينها بوضوح أن الوزارة ستستعيد زمام المبادرة في السياسة الخارجية مع وجود ممثلة بارزة لفريق الصقور على رأس الحقيبة التي تتهم في الماضي بمعارضة البيت الأبيض. والأمر المثير للجدل أن تخلي رايس عن استشارية الأمن القومي مهد الطريق لموظف مخلص آخر عمل مع الرئيس الأميركى قبل وأثناء توليه الرئاسة، وهو ستيف هادلي.
إذاً، تمثل هذه التعيينات رغبة بوش على اختيار المقربين له بالولاء الأعمى ويتفقون مع سياسته مئة في المئة، وتعد أيضا دكتاتورية خفية لساكن البيت الأبيض الذي هدف منها الهيمنة على مواقع صنع القرار الأميركي
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 807 - السبت 20 نوفمبر 2004م الموافق 07 شوال 1425هـ