لابد للمتتبع للحوادث المتتالية على الساحة الأميركية منذ فوز الرئيس جورج بوش بولاية ثانية يلاحظ ان بوادر التغيير جارية على قدم وساق في الحقائب الوزارية.
بل نتج عن ذلك سلسلة كبيرة من الاستقالات وأخرى سلسلة لخطط غير واضحة المعالم بشأن مصير بعض الحقائب الوزارية الأخرى لإدارة بوش الثانية.
ومع ذلك فلا يمكن أن نغض النظر عن الدور الذي يلعبه حالياً اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الذي أرسى وقوّى قواعده منذ اربعينات القرن الماضي حتى نجح اليوم في تحقيق غالبية ما يريد، وذلك بفضل أجندته المنظمة وأيضاً بفضل علاقته الوطيدة باللوبي الصهيوني.
فاليمين المتطرف أو ما يسمون بالمحافظين الجدد هيمنوا على مركز الحكم في صور وأشكال مختلفة بدءا من السناتور الديمقراطي هنري جاكسون في السبعينات ومن ثم مع الرئيس الراحل رونالد ريغان في الثمانينات ووصولا اليوم إلى بوش (الابن) الذي حرك جهودهم وقواعدهم لكون أن أجندتهم ظلت مجمدة في عهدي الرئيس بوش (الأب) وبيل كلينتون.
الأمر الذي يحملنا على القول ان اختيار مستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس لحقيبة وزارة الخارجية خلفاً لكولن باول الذي ينتمي الى كتلة المعتدلين داخل الإدارة... يؤكد نوايا المحافظين الجدد ومباركتهم لاستقالة باول التي فتحت المجال لعناصر تنتمي الى عقيدتهم وجماعتهم لتولي والسيطرة على مهمات الدولة الخارجية اذ ان بوش لن يجد أكثر وفاء من رايس لذلك مسكها زمام حقيبة الخارجية أكثر الحقائب تعقيدا في الإدارة الأميركية.
لقد جاءت الفرصة لبوش على طبق من ذهب، فاستقالة باول كانت فرصة مناسبة لانتهاء خدمات كتلة المعتدلين المتمثلة في باول وذلك بصورة مستعجلة اذ انها بدت إقالة أكثر منها استقالة!
وما على الدول العربية الا الانتظار بمزيد من المفاجأت ازاء قضاياهم من رايس ورئيسها بوش المتطرف
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 806 - الجمعة 19 نوفمبر 2004م الموافق 06 شوال 1425هـ