قُتل ثلاثة من عناصر الشرطة المصرية بقذيفة دبابة إسرائيلية مساء أمس الأول في سيناء أثناء أدائهم خدمتهم العسكرية الوطنية. وادعى الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا القذيفة عندما اعتقدوا بأنهم رصدوا مجموعة فلسطينيين يزرعون عبوات ناسفة. لكن تقريراً للشرطة المصرية أكد أنهم قُتلوا بإطلاق نيران إسرائيلية بصورة «عشوائية» عقبت إطلاق القذيفة.
منذ توقيع مصر و«إسرائيل» معاهدة السلام في العام 1979 شهدت العلاقات بين البلدين 12 حادثاً حدودياً وداخل الأراضي المصرية كان بعضها دموياً.
وعلى رغم اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس المصري حسني مبارك وإعرابه عن «أسفه» العميق لمقتل الشرطة الثلاثة و«اقتناع» الرئيس المصري وفقاً لوكالات الأنباء عن اقتناعه بأن الحادث نتيجة «خطأ» وقبوله اعتذار شارون، إلا أن بلاده أعلنت احتجاجها على الحادث على لسان وزير خارجيتها أحمد أبوالغيط وهذا أمر طبيعي.
في كل الأحوال، إذا كان هذا الحادث وقع عن طريق الخطأ، فهو يدل على تهور الجيش الإسرائيلي ومقدار القوة المفرطة التي يستخدمها ضد الأفراد (قذيفة دبابة ضد من يعتقد أنهم يزرعون عبوات ناسفة). ومدى الرعب الذي يعيشه الإسرائيليون نتيجة عمل المقاومة الفلسطينية الباسلة ضد المحتل الغاشم.
والاحتمال الثاني في هذا الحادث هو أن يكون متعمداً ومخططاً له من قبل العدو الإسرائيلي، وذلك لتعطيل الجهود المصرية الرامية لمساعدة الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، إذ يفترض أن يقوم أبوالغيط الأسبوع المقبل بزيارة إلى فلسطين المحتلة في الإطار ذاته. ويسعى الإسرائيليون لتعطيل هذه الزيارة إلى أن تتسلم وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة كوندليزا رايس مهماتها عملياً وبذلك يستفيدون أكثر من الانسجام الجديد في التشدد الأميركي للإسرائيليين وخصوصاً بعد رحيل الرئيس عرفات واحتمال إمكان التعامل بصورة أفضل مع السلطة الفلسطينية في غيابه. لننتظر ونرى
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 805 - الخميس 18 نوفمبر 2004م الموافق 05 شوال 1425هـ