العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ

جلسة «العصف الذهني»

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

تثار في أوساط الجمعيات الأربع المقاطعة هذه الأيام رغبة بعقد جلسة «عصف ذهني» بشأن تطورات الساحة الأخيرة، بغية الوصول إلى حل، فالجمعيات بدأت تستشعر أنها أصبحت شيئاً فشيئاً خارج دائرة الفعل السياسي، وفقدت تواصلها مع الشارع أو تأثيرها عليه. ويجب أن تلتفت المعارضة إلى مجموعة أخطاء بشكل قهري وإجباري، فهي ليست مختارة، لأن الوقت لا يسعفها.

أولاً: البرمجة المحكمة التي فرضتها الجمعيات على نفسها بأن تصنع قراراتها من داخل الغرف المغلقة، وأن تعيش التكتيك البيني ليس بين المؤسسات وإنما بين الرموز، وبعيداً عن تأثير الشارع. هذه المعادلة يجب أن تنتهي، ولا يجوز لمن لا يضع في حسبانه أو حسبان مجموعته هموم الشارع أن يتساوى في الثقل السياسي والتأثير فضلاً عن تحييده حركة الشارع التي تغلي من الإحباط واليأس، مع من تلقى عليه كل تبعات الشارع، فهذه المعادلة ستوصل الناس إلى الكفر بالعمل السياسي مقدمةً لانفجار لا تحمد عقباه، ولن يتحملها تأكيداً من رفض إشراك الناس في صنع قرارهم، ويجب حلحلة هذه القضية في جلسة العصف الذهني مع إعطاء كل ذي حق حقه.

ثانياً: نتمنى ألا تكون هذه الجلسة جلسة متخدّدين وأصحاب وجاهات، ممن لهم شغل آخر غير الشغل السياسي وهموم الناس، ويحضرون في نهاية الأمر للتشريف وإكمال العدد، وعلى أساس قربهم من هذا الشخص أو ذاك، فالواقع السيئ الذي نعيشه لا يتطلب وجود مثل هذه النماذج مع كامل الاحترام لها، وإذا كان القائمون على هذه الجلسة يريدون نجاحها، فليأتوا بالفاعلين الأساسيين في الساحة، وإن كانوا صغاراً ولا يسمع رأيهم قبل ذلك، فالمطلوب أن تسمع المعارضة كلاماً لم تكن تسمعه أو تتعوده، وأن تروّض نفسها على ذلك إن كانت تريد الحل، فاستثناء هؤلاء هو عدم اكتمال لجوانب الحل

العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً