العدد 804 - الأربعاء 17 نوفمبر 2004م الموافق 04 شوال 1425هـ

«مرسال الغرام» رواية جديدة من فواز حداد

في خطوة ابداعية جديدة اطلق الروائي السوري فواز حداد روايته «مرسال الغرام» التي صدرت أخيراً عن دار رياض نجيب الريس في بيروت، مضيفاً الى ابداعاته السابقة من روايات ومجموعات قصصية عملا جديداً ومميزاً.

وفواز حداد في جديده راو ساذج تسوقه المصادفة ليكون شاهداً بريئاً على عالم في مخاض لا ينتهي. بطل الرواية يدفعه الخبث والثأر لكرامته للإيقاع بغريمته. سيناريو تلفزيوني يعنى بالأصوات. ممثلة معروفة نجمها بين صعود وأفول تخوض معاركها مع التمثيل والفضائح، ممثلة ناشئة تتقاذفها حظوظ الفن والعهر إلى الزاوية المعتمة في حيوات شخصيات مهمة، وصولاً إلى مجموعة من المفتشين المحققين ورجال المال والأعمال.

ترصد الرواية في اختصارها الشديد عالماً تتفاقم شراهته على وقع حملات عاثرة لمكافحة الفساد. وعلى الخط الموازي يفرد الروائي مسارب عمله على خلفية محاكمة ماض ليس ببعيد؛ زمن أم كلثوم الذي يشكل فضاء الرواية، يترجح بين زمن كأنه لم يمض وزمن كأنه لم يأت بعد، وحياة يبدو أنها تتغير، لكنها مجرد حركة تختلج في مكانها.

من مصر الملكية، إلى مصر عبدالناصر في عز توهجها القومي، إلى سورية مطلع الألف الثالثة، نلهث مستمعين إلى صوت عبده الحامولي، وآهات أم كلثوم، وشاعر الشباب رامي، ونقاش راهن يكشف عن آليات الفساد والفاسدين، ولملمة صورة بانورامية لما يجري في دمشق على السطح وفي العمق.

تتمم «مرسال الغرام» ما قدمه فواز حداد في روايته «موزاييك» عن دمشق 1939، و«تياترو» العام 1949 الذي شهد انقلاب حسني الزعيم، أول واخطر انعطافة في الحياة السياسية السورية، و«صورة الروائي» التي وثقت لمرحلة صعود البعث وما رافقه من انقسامات، فيما قدمت «الضغينة والهوى» لنماذج عن الدبلوماسيين والسياسيين والعسكر السوريين خلال الخمسينات وتعاطيهم مع الغرب على خلفية التهافت على نفط الشرق الأوسط.

يكتب فواز حداد عن مدينة يعرفها، وربما كان هو جزء من أسرارها، ولعل انتماءه إليها يلعب دوراً أساسياً في تمحور موضوعاته عن أجوائها الاجتماعية والفنية والسياسية وحياة الليل والنهار فيها، يقدم رؤيته لماضيها وحاضرها، من دون أن يخلو عمل له من مغامرة مركبة على مستوى الموضوع والتقنيات الروائية والسردية الأدبية.

في «مرسال الغرام» نقرأ رواية تقتحم عالماً من المباهج والرعب والمساخر والعهر، يبدأ بالأصوات والغناء والغرام والسياسة، ولا تنتهي بالثأر والحقد والشر. عالم اجترأ أبطاله على أقدار عمياء، داخل سيناريو يتبادل فيه التمثيل والزمن خدعاتهما القاسية، ضمن لوحة كبرى ترصد تجليات الفن الرفيع والثقافات المستعارة والثورات الزائفة، إذ يلعب الكومبارس أدواراً رئيسية.

رواية تقرأ بتأن وشغف، كما الواقع الذي نعيشه الآن، وكما تعنى بالسياسة والتاريخ تتصدى للراهن وتتأمله من خلال غرام مشبوب، وحب لا يشبه الحب، وفن لا يشبهه فن.

الكتاب / رواية

المؤلف / فواز حداد

الناشر/ دار نجيب رياض الريس بيروت

الحجم / قطع كبير / 500 صفحة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً