كانت هناك محاولة مريضة تحاك ضد الصحافة الحرة... هناك من يلعب بأعواد الكبريت، وهناك من يسعى إلى تقليم أظافر «الوسط»، ذلك لأن «الوسط» أصبحت ضرورة سياسية واجتماعية وثقافية في المجتمع البحريني وأصبحت تمارس دوراً في تشكيل وعي الجمهور البحريني... أصبحت «الوسط» تشكل ازعاجاً لمن يريدون ان يضحكوا على ذقون الناس من مثقفين وساسة... القلق بدأ يزداد عندما رأى هذا البعض صدقية «الوسط» لدى المجتمع البحريني في ترسخ حتى وصلت الى ضرورة يومية لدى كل قطاعات وطوائف وأطياف المجتمع البحريني.
خاضت معارك انسانية ضخمة وربحتها، لهذا فإن من يحاول ان يعبث مع «الوسط» يحرق أصابعه من حيث لا يعلم وقديماً قال شاعرنا المتنبي: «ومن يزحم البحر يغرق». «الوسط» أصبحت الصحيفة الأولى في البحرين ولا تحتاج الى دعاية... صدقيتها هي دعايتها، تلمسها لهموم الناس هو رصيدها، لهذا لا نعجب فإن ما حيك مؤامرة لضرب «الوسط» ولكن هنا نقول كلمة: ان أية محاولة عبثية تسعى لضرب هذا المشروع ستكون بمثابة رصاصة الرحمة على الانفتاح في البحرين، لأن «الوسط» أصبحت الرئة التي يتنفس من خلالها أهالي البحرين من الرفاع الى سترة ومن المحرق الى البديع.
«الوسط» أصبحت أمراً واقعاً... فرضت نفسها حتى وقفت على رجليها وهي تدافع عن المكتسبات البحرينية والوطنية ودفعت باتجاه تحقيق العدالة الاجتماعية وترسيخ الاصلاح البحريني المنشود. لهذا أصبحت خبزاً شعبياً يفطر عليه الجمهور البحريني كل صباح. لا شك ان هناك أكثر من مسئول هنا أو وزير هناك أو نائب هنا أو مثقف هناك ضاقت صدورهم لطبيعة الخطاب الأممي الانساني الوطني الذي تديره «الوسط»، ولكن هذا الضيق لا يمكن ان يأسر «الوسط»، وعملية اختلاق المعارك الوهمية تعودنا عليها وأصبحت اجسادنا مصفحة ضد الصدمات. لقد ولى زمن أن تتحول الصحافة الى جارية تلمع شوارب المسئول وتحضر له الشاي مع الكاباتشينو كل صباح وتبخر له ثيابه ثم ترقص له على جروح الناس.
الصحافة الحرة هي التي تقف مع الحقيقة سواء أكانت مع السلطة أم مع الناس، هي التي لا تخشى ان تقول الكلمة الجريئة والصادقة، تراعي السقوف لكنها تعمل على رفعها... الصحافي الجريء هو الذي لا يخشى زعل الوزير، لا أن يتحول الى قطة ناعمة تشترى للزينة وللاكسسوار السياسي التجميلي.
بعض مثقفينا وللأسف الشديد - تحولوا الى موظفي علاقات عامة في الصحافة، نصف الوقت نائمون واذا استيقظوا راحوا يدقون الدفوف والطبول... نعم نائمون تماماً مثل نبتة البطاطا ميزتها الوحيدة راقدة تحت التراب. كنا ننتظر من بعض أصحاب العضلات ممن مازالوا يأكلون سبانخ باباي ان يقودوا تحت قبة البرلمان أو في الصحافة مشروعات خدماتية تنعكس لصالح الناس بدلاً من القفز كل يوم الى قضية هنا وافتعال أزمة هناك... انها قصة «سبايدرمان الجديد» في برلماننا الجديد وصحافتنا الجميلة... لماذا لا تضغطون على الدولة باتجاه تخصيص مبالغ ضخمة للبنى التحتية للقرى والمدن؟ ألم ترتفع أسعار النفط؟ لماذا لا تفجر هذه القضية في البرلمان؟ ألم يسمعوا عن البيت الذي سقط في الدراز وهذه ليست المرة الأولى؟ أصحابنا أعضاء مجلس الشورى نقدر اقتراحاتكم ولكن اعتقد ان المطالبة بإعطاء جوازات لبعض من تبقى من المواطنين أولى من ان تطالبوا بمنح ابنائكم جوازات سفر دبلوماسية وحبذا لو تضيفون اقتراحاً آخر وهو ان تخصص الدولة اموالاً تقطعها من الموازنة العامة لتوفير طائرات خاصة لبعض الأعضاء الافاضل في «الشورى» لسفر أبنائهم... هذه نقطة جديرة بالاهتمام. يا سادة يا أفاضل عندي ملف لعائلة كريمة بحرينية، الأب يمتلك جوازاً بحرينياً والأم تمتلك جوازاً بحرينياً والابناء بلا جوازات بحرينية. شاءت الظروف ان يحصلوا على جوازات سفر إيرانية. أليس من حقهم ان يمنحوا الجنسية؟ علما بأن الابوين حصلا على الجوازات منذ سنوات طويلة. أليست قضيتهم أولى من اقتراح جوازات سفر دبلوماسية لأبنائكم الاعزاء
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 803 - الثلثاء 16 نوفمبر 2004م الموافق 03 شوال 1425هـ