العدد 802 - الإثنين 15 نوفمبر 2004م الموافق 02 شوال 1425هـ

احياء ماجان... وطمر دلمون!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

القليل... والقليل منا من يهتم بآثار البحرين القديمة أو حتى يأبه بالحديث عنها كون ان ذلك يدور في فلك الأموات لا الاحياء.

فالاحياء أولى من الاموات كالذي ردده على مسامعنا بعض النواب في وقت قريب عن قضية التنقيبات... وكأن التنقيب مجرد حفر وأخذ مقتنيات من غرف الموتى ثم طمرها بالرمل ليشيد مبنى فوقها وانتهت قصة الاثر دون دراسة أو مسح علمي دقيق في يوم أو يومين!

للأسف هذا هو مفهوم الآثار وهي اللغة نفسها التي يستخدمها البعض من النواب الذي يجهل تاريخ حضارات بلاده وهو ليس أفضل حالا من غيره لأن درجة الوعي بقيمة وحماية آثارنا متدينة فكيف يكون الحال ان كان المرء في موقع صنع القرار!

فالتنقيب علم ودراسة وهو يأتي ضمن إطار العمل البحثي لكل عالم آثار متخصص وما يحدث منذ فترة طويلة ليس تنقيبا بل طمرا لكل اثر يمكنه ان يثري تاريخنا بما هو جديد ولا يؤخر من عمل علماء الآثار.

فكم منا يعلم ان هناك دراسات تشير الى أن البحرين لاتزال تحتضن في باطنها الارضي مستوطنات ومدناً تعود الى حقبتي دلمون المبكرة وتايلوس (أي 2000 سنة قبل الميلاد) بينما توجد مستوطنة في قاع البحر كادت ان تطمر مع مشروع ردم البحر القادم من ضاحية السيف لولا الحملة التي قادها قبل عامين مجموعة كبيرة من علماء الآثار الفرنسيين مع منظمة اليونسكو وعدد من المهتمين من البحرينيين مع صحيفة «الوسط» لايقاف الردم وإنقاذ ما يمكن انقاذه والاستفادة منه مستقبلا في التنقيب البحري للآثار (مارين اريكولوجي).

لقد تم انقاذ وحماية الساحل المقابل للقلعة وهو الموقع الذي نأمل ان يسجل ضمن قائمة التراث الانساني لليونسكو في صيف 2005 وهذا لن يتم الا بعد أن يتم استملاك الاراضي المحيطة بالموقع وهو من اهم شروط التي يجب ان تسعى اليه وزارة الاعلام في الوقت الحالي.

أيضا علينا ان نعي ان آثارنا بما فيها موقع قلعة البحرين فريدة من نوعها في منطقة الخليج والجزيرة العربية لأنها تضم جميع المراحل التاريخية المختلفة في موقع واحد... وخصوصاً أن تاريخ المنطقة القديم ظل مهملا لقرون.

وحبذا لو نستفيد من تجربة سلطنة عمان التي هي الوحيدة في الخليج سجلت اليونسكو فيها اربعة مواقع مهمة ضمن قائمة التراث الانساني حتى اضفت رصيداً طيباً لسياحتها عربياً ودولياً على رغم ان آثارها ليست بقدم آثارنا... فأرجو النظر قبل اطلاق الاحكام فقد نطلب من الفرنسيين والعمانيين ان يزودوا النواب والمسئولين البحرينيين بما يفيد لحماية آثارنا قبل فوات الأوان

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 802 - الإثنين 15 نوفمبر 2004م الموافق 02 شوال 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً