شهدت هولندا حديثا موجة من الصراعات وأعمال العنف التي اندلعت بسبب مزاعم تبني شخصية مسلمة تعرف باسم «محمد» مسئولية مقتل المخرج السينمائي الهولندي ثيو فان جوخ الذي كان كثيرا ما يطلق انتقادات مثيرة للجدل للديانات وتعدد الثقافات وخصوصاً ضد الدين الإسلامي.

فقد كان إعلان «محمد» - ذي الجنسية الهولندية من أصول مغربية - لمسئوليته عن مقتل جوخ الشرارة التي أشعلت الحرب، وأورثت موجة من الاشتباكات استهدفت جميعها الجاليات المسلمة في امستردام، إذ قامت السلطات الأمنية بشن حملة اعتقالات لخمسة مغاربة باسم محاربة الإرهاب فيما أضرمت النيران في عدد من أماكن العبادة التي تكون ملاذاً ودوراً يرتادها المسلمون من مدارس إسلامية أو مساجد للعبادة.

تاريخ جوخ بدأ حينما تجرأ على عرض فيلم تلفزيوني قصير تحت مسمى «الخضوع» تناول فيه ما أسماه ظاهرة العنف ضد النساء في المجتمع الإسلامي. وفي الفيلم تم تجسيد شخصية مسلمة تتعرض للاغتصاب على يد عمها، وكاتبة الفيلم هي هيرسي علي وهي لاجئة صومالية حصلت على الجنسية الهولندية، وأصبحت عضوا في حزب الأحرار، فكان «الخضوغ» هو من أثار غضب المسلمين، وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أنه منذ اغتيال جوخ ارتفعت نسبة العنف ضد الجالية الإسلامية التي تبلغ نحو المليون في حين أن 300 ألف منها من أصل مغربي.

وتشكل حال الضغوط النفسية التي تنتاب الجاليات المسلمة في هولندا نقطة في بحر مليء بسيل من التمييز والعنصرية يعصف بالقارة الأوروبية وخصوصا بعد هجمات سبتمبر وإعلان أميركا الحرب على الإرهابيين أينما وجدوا، من اسبانيا وهجمات مارس/ آذار الماضي إلى روسيا وصلة المقاتلين الشيشان بالإرهاب إلى فرنسا وموضوع حظر الحجاب الإسلامي... إلخ