شباب البحرين يمثلون أكثر من نصف الشعب إذا اعتمدنا سن الـ 25 سنة، ولكنهم اكثر من ذلك فيما لو اعتمدنا سناً أكبر. وعليه فإنهم يمثلون على الأقل نصف المجتمع حالياً، وبودي ان أوجه اليهم رسالة من القلب... رسالة من صحيفة «الوسط»، صحيفة «الحكم الصالح» التي تنتمي إلى البحرين فقط، أولاً وأخيراً، وتدافع عن حق كل من يعيش على ارض البحرين، كما يشهد بذلك تاريخها المتوافر لكل الناس، القاصي والداني.
أيها الشباب... قريباً ستُطرح عليكم «استراتيجية الشباب» التي اعدها برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة بالتعاون مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة. هذه الاستراتيجية تم إعدادها اعتماداً على تجارب ناجحة في مختلف انحاء العالم بما في ذلك دول اسلامية مثل ماليزيا، وفي العام المقبل ستكتمل الاجراءات المطلوبة لانتخاب «برلمان الشباب» الذي سيمارس نشاطه كما لو كان حقيقياً سيرفد الحياة السياسية.
سيقول لكم البعض (بصورة عملية وبألفاظ ملتوية): «تحدثوا عن الديمقراطية ظاهراً، ولكن اعملوا على أساس الطائفة والعرق والمصالح الخاصة بالجماعة التي تنتمون اليها لأنه الطريق الذي يسير عليه الجميع»... ولكن ليكن جوابكم لهم: «المستقبل ليس بيدكم، واذا كنتم تقتاتون حالياً من أشلاء نتنة ليست لها علاقة بالوطن ومصلحة الناس، فاتركونا نختار طريقاً آخر ليست له علاقة بـ «تضامنيات» ذات انتماءات منخفضة عن المستوى الوطني».
سيقول لكم البعض: «اذا فشلتم في عملكم فقوموا بتدشين الطائفية لأنها حامية الحمى وهي التي من أجلها يمكن حرق الأوطان». فليكن جوابكم لهم «لا نود ان نتبع أساليب جاهلية، ونحن صادقون مع أنفسنا ولا نفرق بين هذا وذاك على أساس اثني او طائفي او قبلي، وسنكون متحدين لخدمة المشروع الاصلاحي الذي دشنه جلالة الملك بأقوالنا وأعمالنا وسنرفع اسم البحرين عالياً».
سيقول لكم البعض «أنتم مجانين، ولا فائدة من إصلاح أو غير إصلاح، المهم أن تتبعوا طرقنا في العمل السياسي والاجتماعي». فليكن جوابكم لهم «عدِّدوا لنا انجازاتكم - خارج دائرة الخواء - لكي نصدقكم».
سيقول لكم البعض «استفيدوا من النظام قدر إمكانكم، وتقاسموا الكعكة بينكم، ففي ذلك منفعة لكم وحماية لمصالحكم». قولوا لهم «اتركونا وحالنا، فليس من الضروري أن نفشل في حياتنا كما فشلتم في حياتكم».
سيقول لكم البعض «شككوا في كل شيء يقوله أي شخص لا ينتمي الى طائفتكم، فالتشكيك منهاج حياتنا». قولوا لهم «إننا نعيش في عالم مختلف عن عالمكم... عالم ينتمي الى الشفافية والى حسن النية أولاً، والى التعاون من أجل خير الجميع».
سيقول لكم البعض «قولوا إن لديكم أشرطة مصورة وإنكم شاهدتموها 15 مرة وإنها تثبت كل ما ذكر أعلاه»... قولوا لهم «اعرضوا ما لديكم على هيئة تحقيق مستقلة، واعرضوها على الناس، كل الناس، ليحكموا في الأمر، واتركونا نخدم وطننا بعيداً عن معارككم التي لا ننتمي اليها أساساً، وفي ذلك مسك الختام».
ربما انها أحلام «وردية» تعيش في أذهاننا وتحركنا الى كل ما هو حسن وجميل في عالمنا، ولكن كل الانجازات العظيمة بدأت بأحلام صغيرة، ولكنها أحلام مدعومة بمن يثبتون عند مواقع الصدق ولا يتزلزلون أمام مخلفات الماضي البائسة... إنها أكثر من أحلام، بعد أن تحركت سفينة الإصلاح، بقيادة ربانها حمد بن عيسى
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 801 - الأحد 14 نوفمبر 2004م الموافق 01 شوال 1425هـ