العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ

«عساكم من العايدين السعيدين...»

عبدالله الميرزا abdulla.almeerza [at] alwasatnews.com

بداية... عيدكم مبارك وأسعد الله ايامكم بالخير والبركات... وغمر قلوبكم بالحب والمسرات، وأعاده الله علينا وعليكم ونحن وانتم في خير ويسر وعافية. رحلة هنيئة قضيناها جميعاً في ربوع شهر كريم، نرجو ان نكون قد أحسنّا استغلالها، وان يتقبل الله فيها صيامنا جميعاً بأحسن القبول.

العيد... (جعله الله مباركاً عليكم) كما له ملامح جميلة، وعادات تحمل صبغة الفرح والسعادة، وترسم البسمة على وجوه الصغار والكبار، كذلك يشتمل على معانٍ غزيرة وأبعاد ودلالات عميقة... حري بالانسان ان يستوعبها جيداً وان يسلط اضواءها على فعاله إن أراد خير الدنيا والآخرة.

نتحدث هنا بداية عن ملامح الفرح والسعادة التي تغمر المؤمنين في اول لحظات العيد...

العيدية الأولى...

نادى المنادي : «الصلاة... الصلاة، الصلاة يا عباد الله الصلاة، الصلاة يرحمكم الله الصلاة». وبدأت الحشود تتوافد على المساجد من كل حدب وصوب لأداء صلاة العيد. إنه لمنظر بديع ورائع ان ترى المسلمين يتهافتون في هذا اليوم المبارك بشكل جماعي قل نظيره، وقد لبسوا الثياب الجديدة في علامة للسعادة التي يشعرون بها والبهجة بهذا العيد العظيم.

تبدأ الصلاة، وترتفع الأكف ضارعة الى الله... دعاء تشمل كلماته الثناء والشكر، وتبين مقام هذا اليوم عند المولى (عز وجل)، وكيف يستثمر الانسان هذا المقام العالي ليحوله الى انطلاقة التوبة وهطول قطرات الرحمة والمغفرة الربانية... الألسن تلهج بالذكر والدعوات:

«اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة، نسألك اللهم بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا، ولمحمد (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه) ذخراً وشرفاً وكرامة ومزيدا، ان تصلي على محمد وآل محمد وان تدخلنا في كل خير ادخلت فيه محمداً وآل محمد، وان تخرجنا من كل سوء أخرجت منه محمداً وآل محمد... اللهم انا نسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون، ونعوذ بك مما استعاذ منه عبادك المخلصون».

إنها دعوات الرحمة والنقاء والطهارة... تنتهي الصلاة بالتسبيح والتهليل، ومسك ختامها لحظات العناق والتقبيل وتبادل التهاني والتبريكات بين المؤمنين جميعهم من دون استثناء. انها حقاً (عيدية)... أول عيدية يهبها الله للانسان في هذا اليوم هي هذه الفرصة لعودة روح الأخوّة وتجديد علائق الصداقة الايمانية بين الناس... وما احلاها من (عيدية).

العيدية الثانية...

اما العيدية الأخرى فهي (انواع وانوع) فترى منها الجولات بين «الفرجان» و «معايدة» الاهل والاقارب والجيران. العجوز «اللي طول السنه ما حد يدري عنها» تسعد و«تستانس» اذا اتاها احد احفادها او اقاربها يهنيها بالعيد... وهل اعظم من هذه العيدية؟ وكذلك ذلك الجار «اللي ما يدري عنه جاره» يفرح اذا رأى جيرانه يسلمون عليه ويقبلونه... وهل احلى من هذه العيدية؟ الانساب البعيدون عن سكني اهاليهم أو فرّقتهم الأقدار أو «الإسكان» عن بعضهم بعضاً، لو رأوا زائراً من الأهل جاء لزيارتهم وتهنئتهم فإنهم سيطيرون من الفرح، لانهم ظنوا ان الكل قد نساهم... وهل أعز من هذه العيدية؟ الأطفال الذين «يفلّونها فَل» في تجميع «لفلوس» ايضاً يفرحون وتعتليهم البهجة كلما مد رجل يده في جيبه وأعطاهم بعض المال، ليس لانهم محتاجون ولكنها نكهة العيد... فهل أفضل من هذه العيدية؟

ولكي لا ننسى، فهناك عيديات خاصة تتمثل في الرحلات وزيارة الأماكن الترفيهية والحدائق أو قضاء العيد على سواحل البحر « اللي كل ما يجي ليها تندفن وتروح في (جيوب) الله العالم بأسرارها».

المهم... يوم العيد كله (عيديات X عيديات)! لذلك من حق الناس ان تراهم في سعادة غامرة، مبتهجين ومسرورين. فاسألوا الله ان يهني الجميع ويديم عليهم هذه الايام الحلوة، وان لا يريهم مكروهاً أبداً.

هذه وقفة سريعة على ملامح الفرح والبهجة في عيد الفطر المبارك، ولنا حديث آخر إنشاء الله عن بقية تلك الملامح. عساكم من عواده..

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"

العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً