العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ

الفلوجة... أي عيد

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أينما تولوا وجوهكم في بلاد المسلمين، فثم جروح غائرة، الزمن يكاد يغطيها بطبقات من الغبار والنسيان، لتبقى قضية فلسطين الجرح الأكبر. وفي السنوات الأخيرة، وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، فتحت جروح أخرى. وبعد أن كان لنا بلد إسلامي واحد محتل، أضيف على القائمة بلدان آخران كبيران: أفغانستان والعراق، ولكل منهما نكهة تاريخية خاصة في ضمير ووجدان الأمة.

وفي الوقت الذي تعلن الأقطار الاسلامية الاحتفال بعيد الفطر المبارك هذا العام، ترانا نجلس غالبية أوقاتنا نتابع نشرات الأخبار الحزينة، وننقل مؤشر التلفاز بين الفضائيات، لنجدد أوجاعنا في فلسطين وهي تعيش مأساتها الدائمة. وما يزيدنا هماً وحزناً هذا العام، ما نشاهده من مذبحة فظيعة يرتبكها الأميركان لسكان مدينة الفلوجة الصابرة المحتسبة. فمنذ الاثنين الماضي والأميركيون يصبون حممهم أربعاً وعشرين ساعة على رؤوس سكانها، لا يفرقون بين مقاتل وعجوز، ولا بين شابٍ يحمل السلاح وبين امرأة متوشحة بالسواد، فالجميع عندهم مرشح للذبح تحت الأنقاض، أليسوا كلهم مسلمين وكفى؟

هذا هو المشروع الديمقراطي الأميركي المطبوخ للمنطقة، وهذا أهم بنوده: «من يرفع رأسه سيتم تحطيمه بأعقاب بنادق الـ (J3) وليست هناك خطوط حمراء أمام الثور الأميركي الهائج، لا النجف الأشرف بكل تراثها وضريحها ورمزيتها التاريخية في مأمن من سطوة الاحتلال الهمجي، ولا الفلوجة بكل مآذنها الشامخة، فالكلّ عند الأميركان عراقي، مسلم، ودمه مباح. أما هؤلاء الذين يثيرون الزوابع الفارغة في البرلمانات الناعمة المتثائبة، يتقاذفون الكرة الطائفية المنتنة بين أرجلهم، فما أبعدهم عن هذا الشعب الذي سير المظاهرات الحاشدة من قبل ومن بعد، احتجاجاً على حرب العراق واحتلاله، ومناصرة لأهلنا الصابرين في العراق الجريح.

يعود العيد هذا العام، ولا نملك غير الدعاء بالرحمة لشهداء العراق العظيم، أينما سقطوا تحت وابل الرصاص الأميركي الظالم المأفون

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 800 - السبت 13 نوفمبر 2004م الموافق 30 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً