أجرت الاتحادات الوطنية خلال الأيام القليلة الماضية انتخاباتها لاختيار إدارات جديدة لها تقودها خلال السنوات الأربع المقبلة. وتغيرت بعض الوجوه في بعض الاتحادات وبقيت اتحادات أخرى على حالها باستثناء دخول وجه جديد أو اثنين وبالتالي بقيت محافظة على هيكلها العام. وبغض النظر عن تغير الاتحادات أو بقائها على حالها فإن المهم هو مدى التغيير على أرض الواقع!
فواقع الرياضة البحرينية صعب ومتخلف في الكثير من جوانبه ولن يفيد فيه تغيير الاتحادات أو تغيير بعض وجوهها لأن المشكلة ليست في الأفراد فقط وإنما المشكلة متشعبة تشمل البنية التحتية والتي نفتقر إليها رياضيا بشكل كبير، فلا ملاعب مزروعة ولا صالات متخصصة ومجهزة بأحدث الأدوات الرياضية، وإنما هناك مجموعة من الساحات الشعبية تسمى مجازا (ملاعب أندية) إلى جانب بعض الصالات التي أكل عليها الدهر وأصبحت خارج الزمن. أضف إلى ذلك غياب التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى، فالعمل في الرياضة المحلية يقوم على البركة والاجتهادات الفردية وبالتالي تكون الكراسي محجوزة لأصحاب الصوت الأعلى وليس أصحاب الكفاءات الإدارية والخبرات العملية.
ولو ألقينا نظرة فاحصة على واقع الرياضة في الدول الخليجية المجاورة لنا لرأينا الاختلاف الكبير في البنية التحتية وفي النظرة بعيدة المدى للرياضة المحلية هناك.
ولكن ما يعزينا في البحرين ويعطينا الأمل الدائم في المستقبل هو الإنسان البحريني القادر على مواجهة الصعاب والتغلب عليها وصنع المستحيلات بأقل الامكانات. هذا الإنسان هو الثروة الحقيقية التي نمتلكها في البحرين وتفتقر إليها دول عدة.
من هذا المنطلق، فعلى المسئولين عن الرياضة في البحرين أن يعملوا على تغيير الواقع وعدم الاكتفاء بتغيير الوجوه. وقد استبشرنا خيرا بطرح مشروع الـ 50 مليوناً في البرلمان لدعم الرياضة البحرينية. ولكن هل سيرى هذا المشروع النور وقد أجله النواب إلى ما بعد العيد بانتظار أن ترى رياضتنا المحلية عيدها
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 799 - الجمعة 12 نوفمبر 2004م الموافق 29 رمضان 1425هـ