هناك الكثير من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى إجابات أولها، كيف يتصور المرء فلسطين في غياب عرفات القائد الرمز الذي لولاه لأصبح الفلسطينيون أقليات متشرذمة بين الدول، القائد الذي تحدى الموت غدرا من قبل «الموساد» الإسرائيلي طوال حياته وضحى بنفسه من أجل القضية الفلسطينية.

ثم هناك سؤال: هل سيواجه الفلسطينيون فوضى بعد رحيل الزعيم الذي قاد نضالهم إذ لم تتضح الأمور بعد على رغم انتقال السلطة بشكل سلس داخل منظمة «فتح». لكن هذا التداول للسلطة تراه منظمات أخرى احتكارا.

وتجلت بوادر هذه المخاوف في الاتهام الذي وجهته قرينة الرئيس الفلسطيني سهى عرفات إلى كبار رفاقه في قيادة منظمة فتح وصفتهم فيه بمجموعة من المستورثين الذين يحاولون دفن عرفات حياً. ولذلك تأتي علامة استفهام أخرى عن الأرصدة المصرفية التي من المفترض أن تكون ملكاً لكل فلسطين وليست لفرد بعينه، إذ اتهمت بعض وسائل الإعلام سهى بمحاولة الاستيلاء عليها بينما حاولت وسائل إعلام أخرى التركيز على أنها فضيحة مالية كبرى وبالتالي التقليل من تضحيات القائد وبطولاته.

إن الظروف الحساسة والطارئة غير المسبوقة التي تمر بها فلسطين تستوجب العمل على نبذ الخلافات ورص الصفوف وليس الخوض في المتناقضات الفرعية لإحداث بلبلة من أجل أغراض خاصة. كما أن عدم صوغ سياسة ومواقف عربية واضحة تشكل فرصة للاستهتار بالقضية الفلسطينية التي ترسخت في الماضي بأنها القضية العربية والإسلامية المصيرية.

ومع ذلك على الأجيال ألا تيأس وان تعد كل ما تملك من أجل الاستمرار في معركة تحرير الأراضي العربية المحتلة. ولبنة إعداد العدة توحيد صفوف الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية وبسط الشورى والديمقراطية بينها وصولا إلى تشكيل قيادة جماعية موحدة